fbpx
أصيل.. غادرت الميليشيا قريته ولم تغادر آثار قذيفتها جسده
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان

في قرية القطابة الواقعة على شاطئ البحر الأحمر، شمال مدينة الخوخة رأى أصيل سعيد (11 عاماً) النور لأول مرة، وكانت قريته هي كل عالمه البسيط والمسالم حتى اقتحمتها ميليشيا الحوثي في العام 2014، ليفقد أصيل سكون قريته وهدوءها، فقد جعلت منها الميليشيا معسكراً خلفياً، وفي مطلع 2018 وصلت أولى طلائع القوات المشتركة إلى قرية القطابة، واستطاعت تخليصها من قبضة الحوثيين، إلا أن عناصر الميليشيا كانوا لا يزالون على مقربة منها.

كان أصيل وأقرانه من أطفال القرية أكثر السعداء بالتحرير، إذ سيتمكنون قريباً من العودة إلى مدرستهم، التي حولتها الميليشيا إلى ثكنة عسكرية أثناء سيطرتها على المنطقة، لكن إرهاب جماعة الحوثي لا يترك لأحلام البراءة مجالاً آمناً تنمو فيه دون أن يقطعها،

ففي إحدى ليالي مارس 2018 كان أصيل ورفاقه الصغار على موعد مع جريمة حوثية بشعة لا تزال ذكراها الأليمة تلاحقهم، إذ تجمعوا للعب واللهو الطفولي في ساحة وسط القرية غير مدركين لما حولهم من حرب طاحنة، وخلال استغراقهم في لهوهم باغتتهم قذيفة حوثية غادرة، مزقت أجسادهم وسرقت سعادتهم.

«كنت ألعب، حدث انفجار قوي، ورأيت الدخان والغبار يغمرنا، مشيت قليلاً وسقطت وكان دمي ينزف بقوة»، بهذه الكلمات البريئة يبدأ أصيل سرد قصته لـ«البيان» مسترجعاً أكثر اللحظات رعباً.

ويضيف: «جاء أبي مسرعاً وكل سكان القرية تقريباً، تجمعوا يبحثون عن أطفالهم، أُصبنا جميعاً بشظايا وكانت إصابتي الأبلغ، أُسعفت على سيارة تتبع القوات المشتركة إلى عدن، وهناك أجريت لي عمليات عدة لاستخراج الشظايا، التي توزعت في ساقاي وظهري ومعظم جسدي، أصبت بإعاقة حرمتني المشي بشكل طبيعي لعام كامل تقريباً، لكنني الآن في حال أفضل بعد تمكني من السير والعودة إلى المدرسة بعد توقف اضطراري لعامين، والأفضل من ذلك هو أن الميليشيا أصبحت بعيدة عن قريتنا، ولم أعد خائفاً من احتمال سقوط قذيفة أخرى».

أصيل ومعه آلاف الأطفال اليمنيين تحولوا إلى ضحايا لعنف وجرائم ميليشيا الحوثي، التي تستهدف المدنيين في المدن والقرى بالساحل الغربي، وفي كل مكان تصل إليه بشكل متعمد ولا إنساني.

وسوم