fbpx
فتوى تخالف الشرع والواقع

 

 ان الفتوى التي صدرت مؤخراً بتكفير من يدعو للانفصال في الجنوب ، هي فتاوى متهورة بعيدة عن الشرع وعن الواقع ، فالعلماء كابن القيم وغيره يقررون أن الفتوى تقوم على ركنين ، إدراك الواقعة وإدراك حكم الشرع فيها ، فاذا اختل احد الركنين اختلت الفتوى ، وهذا ما ينطبق على هذه الفتوى وأمثالها فكثير من الدعاة في المناطق الشمالية  لا يعرفون حقيقة القضية الجنوبية ، والحكم على الشيء فرع عن تصوره ، فادعوهم إلى دراسة أبعاد القضية الجنوبية أولاً ، وقبل التهور بالحكم عليها كان حرياً أن توجه الفتاوى بالانكار على من سفك الدماء وغصب الحقوق ونشر ثقافة النهب والفساد ، فالاسلام يحرم دم ومال الذمي وهو كافر فكيف بدماء المسلمين وحقوقهم .

والعجيب أن النظام السابق والحالي وكل المنظمات والاحزاب ومؤتمر الحوار الوطني أصبح يعترف بالقضية الجنوبية وهو أولى الاولويات لديهم ، وأقول لهؤلاء لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك وجمهوريين أكثر من الجمهورية .

       يا من يعاتب مذبوحاً على دمه                 ونزف شريانه ما أسهل العتب

وأنني احذر من الآثار السلبية لمثل هذه الفتاوى وأقول لأبائي وأخواني في الجنوب نحن شعب مسلم سني عبر التاريخ  ، والخلاف مع حزب سياسي أو فتوى شيخ لا يعني الخلاف مع ديننا وعقيدتنا وهويتنا ولا يجوز أن يستغل هذا للتحريض ضد المعاهد الدينية والدعاة ومدارس القرآن الكريم ، فهذا خطأ فادح يسيء إلى أخلاق أبناء الجنوب ودينهم وعدالة قضيتهم .

وختاماً اذكر الجميع بالمبداء الإسلامي العظيم  الذي تضمنته الآية ” 135″ من سورة النساء والتي كتبتها جامعة هارفارد أعلى جامعة في  أميركا على مدخلها كأعظم عبارة في التاريخ تدل على العدل قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا كُوْنُوْا قَوَّامِيْنَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِيْنَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيْرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوْا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوْا وَإِنْ تَلْوُوْا أَوْ تُعْرِضُوْا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ خَبِيْرًا.) صدق الله العظيم