fbpx
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية:

 

د. محمود السالمي

في عام 1947، كانت إيران واحدة من الدول الإحدى عشرة التي شكلت (لجنة اليونسكوب) لتقديم مقترح بحل قضية الانتداب البريطاني على فلسطين، قدمت اللجنة خطة التقسيم لفلسطين، فحظيت بدعم ثمان دول وعارضتها ثلاث : إيران والهند ويوغوسلافيا. وعندما تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت إيران ضدها.
أخذت إيران موقف معادي من اسرائيل في عهد ثورة الدكتور مصدق لكن سرعان ما عادت العلاقة الجيدة معها مع عودة حكم عائلة محمد رضا بهلوي بعد القضاء على الثورة في 1953.
وبشكل عام فإيران ثاني دولة مسلمة بعد تركيا تعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة. وكانت إسرائيل قد نظرت إلى إيران وإلى تركيا باهتمام خاص بحكم أن دولهما مسلمة غير عربية، وتقعان على حافة العالم العربي. وظل لإسرائيل وفد دائم في طهران يقوم بمهام السفارة، لكن تبادل السفراء بشكل رسمي كان في السبيعينات.
بعد حرب الأيام الستة في 1973، زودت إيران إسرائيل بجزء كبير من احتياجاتها النفطية. واستمرت التجارة النشطة بين البلدين، وكذلك الرحلات المباشرة لطيران العال الإسرائيلية بين تل أبيب وطهران. وظلت العلاقة العسكرية الإيرانية الإسرائيلية تحاط بكتمان وسرية، ومنها «مشروع تطوير الصواريخ» .
توقفت العلاقات الدبلوماسية مع قيام الثورة الاسلامية في إيران في 1979 التي اطلق زعيمها الخميني لقب الشيطان الاصغر على اسرائيل، ومع الحرب العراقية الايرانية مدت ايران علاقات عسكرية تجارية سرية مع اسرائيل، فأشترت منها اسلحة عسكرية متنوعة في عام 1981، تم نقلها عن طريق شركة خطوط النقل الجوية الأرجنتينية وعن طريق السفن.
بلغت مبيعات الأسلحة لإيران ما يقدر بنحو 500 مليون دولار منذ عام 1981 وحتى عام 1983 وفقًا لمعهد الدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب. ويمكن القول بأن معظم الأسلحة التي اشترتها طهران فور قيام الحرب مع العراق صنعت في إسرائيل.
وبعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية وبروز إيران كدولة اقليمية قوية توترت علاقتها بإسرائيل بشكل أكبر بسبب دعمها لحزب الله وحماس وقضايا أخرى، وكانت على وشك الصدام في بعض الأوقات لاسيما في عهدي المرشد الأعلى علي خامنائي وكذلك في عهد الرئيس محمود أحمد نجاد.