fbpx
لبنان.. «حبْس أنفاس» حيال قرار المحكمة الدولية اليوم
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

يقف لبنان، بدءاً من اليوم، على عتبة مرحلة شديدة الحساسيّة، ذلك أنّ الحدث سينتقل إلى لايدسندام في ضواحي لاهاي، حيث ستنطق المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان حكمها في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري والنائب باسل فليحان و20 آخرين، وجرح 226 شخصاً في انفجار شهده وسط بيروت، ما استوجب إحالتها على القضاء الدولي.

وعشيّة هذه المرحلة، التي ترمي بثقلها على مجمل الأوضاع اللبنانيّة، نظراً إلى ما يمكن أن يتركه الحكم من تداعيات ونتائج وتحوّلات داخليّة وخارجيّة، ينطلق حكم اليوم من القرارات التمهيدية السابقة التي صدرت عن المحكمة، منذ سنوات، والتي حدّدت المتّهمين الخمسة المنتمين إلى «حزب الله»، وهم: مصطفى بدر الدين، سليم عيّاش، حسن عنيسي، حسن حبيب مرعي وأسد صبرا. إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ توقيفهم سهل أو في متناول اليد، إذ يتردّد أنّ قسماً من هؤلاء موجود خارج البلاد، وبعضهم يُقال إنه تُوفي خلال مشاركته في الحرب في سوريا.

مؤشرات

وفيما كلّ المؤشرات تنبئ بأنّ لبنان ما بعد 18 أغسطس لن يكون كما قبله، إذ قد يكرّر الحكم اتهام العناصر المنتمين إلى «حزب الله» بتنفيذ جريمة اغتيال الحريري، أو قد يوسّع اتهامه ليسمّي «حزب الله» كمنظّمة، بالمباشر، من دون حصره بالأفراد، تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة اللبنانيّة السابقة (حكومة سعد الحريري)، ممثلة بوزارة العدل، أبدت كامل الاستعداد للتعاون مع المحكمة في كلّ ما تطلبه منها.

حبْس أنفاس

وهكذا، يبدو لبنان أمام حال من «حبْس الأنفاس»، حيال استحقاق مُنتظر منذ العام 2005 للنطق بالحكم على القاتل، إلّا أنّ الأنظار تتجه نحو ارتداداته، وكيفيّة تلقّف الحكم، سواء من جمهور الحريري أو من الجهة التي قد يستهدفها. أمّا أهميّة الحكم، وفق تأكيد مصادر سياسيّة مراقبة لـ«البيان»، فلا تقف فقط عند حدود الإدانة المرتقبة لـ «حزب الله»، وما سيتركه ذلك من ‏تداعيات عميقة.ولكوْن الحكم سينعكس مناخاً استقطابياً بالغ الحدّة في الواقع اللبناني، فإنّ الحدث سيغدو مزدوجاً عقب إعلان الحكم، وفق القراءات المتعدّدة، إذ سيكون لسعد الحريري، نجل الشهيد ووارثه السياسي، والموجود في لاهاي اليوم، موقف يتّسم بأهمية بارزة ومفصليّة، سواء فيما يتصل ‏بحيثيّات الحكم كما سيصدر، أو بموقف الحريري ودلالاته، وأبعاده التي ترصدها مختلف ‏الأوساط الداخليّة والخارجيّة، لا سيّما على مجريات استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة، تكليفاً وتأليفاً. وذلك، من بوّابة كون الحريري ربط النزاع مع «حزب الله» منذ سنوات، وفصل بين الحكم والسياسة اليوميّة، حتى إنّه دخل مع الحزب في حكومات وحدة وطنية.

وسوم