fbpx
حول استحداث مديرية الموسطة-يافع!!

علي صالح الخلاقي

#عليصالحالخلاقي

كثرت وتنوعت وتضاربت الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب ومستنكر ومعارض، للسعي لاعلان مديرية جديدة في يافع باسم مديرية الموسطة .
دعونا نناقش الأمر بهدوء وبعيداً عن الانفعالات الشخصية أو القبلية أو السياسية.. ونقول إن الاستحداثات الإدارية للمديريات أو المحافظات أمر اعتيادي ومتبع في كل الدنيا، وتتم بمختلف مستوياتها وفقاً لدراسات مسبقة تحدد الجدوى والفائدة المرجوة منها اجتماعيا واقتصاديا ، ولسنا باستثناء من ذلك. ونذكِّر بأن يافع بامتدادها الجغرافي الواسع كانت في أول تقسيم إداري بعد الاستقلال الوطني 1967م بكل مناطقها الواسعة بكاملها في إطار مديرية واحدة تُسمى (المديرية الغريبة) من (المحافظة الثالثة) وقسمت المديرية حينها إلى خمسة مراكز إدارية هي:
1-المركز الأول جعار وعاصمته جعار.
2-المركز الثاني رصد وعاصمته رصد.
3-المركز الثالث لبعوس وعاصمته لبعوس.
4-المركز الرابع الحد وعاصمته بني بكر.
5-المركز الخامس يهر وعاصمته السويداء
ثم جرى لاحقاً إعادة تقسيمها بتحويل مركزين منها إلى مديريات أخرى، حيث جرى تحويل مركز جعار إلى المديرية الجنوبية – زنجبار، ومركز يهر إلى مديرية ردفان في المحافظة الثانية (لحج). ولأن جعار كانت عاصمة المديرية فقد حلّت محلها لبعوس كعاصمة للمديرية بمراكزها الثلاثة المتبقية (لبعوس-الحد-رُصُد) التي أصبحت مديرية قائمة بذاتها وتتبع محافظة أبين، فيما تتبع مديريات لبعوس والحد ويهر محافظة لحج. ثم جرى إعادة تقسيم مديرية رصد باستحداث مديريتي “سرار” و “سبّاح” ضمن محافظة أبين، حتى أصبحت يافع موزعة بمعدل أربع مديريات بين محافظتي لحج وأبين..فهل استفادة يافع أم خسرت من هذه الاستحداثات الإدارية؟!
لا شك أن مديريات يافع المستحدثة والمنبثقة من المديرية الأم (المديرية الغربية) قد استفادت كثيراً في مجالات عديدة ويسرت للناس تسيير شئونهم في مواقع قريبة من سكانهم واستحداث إدارات عديدة ومؤسسات واستيعاب طاقم وظيفي من أبناء المديريات ذاتها وتيسير الخدمات وغير ذلك الكثير.
وتأسيساً على ذلك يجب الترحيب باستحداث أكثر من مديرية جديدة في مناطق يافع بحكم مساحتها الواسعة وتعقد تضاريسها الجبلية وكثافتها السكانية، كما هو الحال في هضبة لبعوس- الضبي-الموسطة-المفلحي، نحو إعلان يافع محافظة كما تم طرحه مؤخراً.
وشخصياً أرحّب وأبارك ولادة مديرية الموسطة، وكنت أفضل أن تُعلن ولادتها إدارياً، وليس سياسياً وأتمنى تأجيل العمل به، لأن هذه سابقة غير معهودة ولا مبرر لها.
وما يجب أن يفهمه المتحفظون أو من لهم رأي مغاير، لأية أسباب، أن السعي لإعلان مديرية الموسطة لم يأتِ وليد مهرجان الموسطة الأخير أو لقاء قيادة الانتقالي في قاعة الشيخ عمر قاسم العيسائي بكلية التربية يوم 8 أغسطس الجاري، بل أمر مطروح من سنوات عديدة، ولن تكون المديرية ، كما ذهبت الظنون بالبعض، على الأساس القبلي أو الحدود القبلية، لأن ذلك الأمر لم يدر بخلد أحد، ولا يستقيم مع الواقع ومصالح الناس، ولكنها ستقوم على أساس إداري محض، شأنها شأن بقية المديريات التي استحدثت قبلها لتسهيل إدارة شئون المجتمع وخلق روح التنافس في الخدمات المختلفة، وهو ما علمته من المرجعية الجنوبية الشيخ الجليل عبدالرب أحمد النقيب الذي يقف في صدارة المناضلين من أجل استعادة وطننا الكبير الجنوب، بهويته ودولته وحدوده.