fbpx
تحليل : من الاقتتال في تعز الى الحروب القبَــلية في طور الباحة ومأرب … الحال من بعضه
شارك الخبر

يافع نيوز – كتب – صلاح السقلدي.
الأوضاع الأمنية المريعة التي تعصف  بمديريات تعز وطور الباحة ومأرب، وحالة اللاسلم واللاحرب في أبين وشبوة، وسواها من المحافظات تشير كلها إلى أن الكل مصمم بالمُـضي  بقدميه صوب حتفه، و باتجاه الضياع الكبير ،كما أنه هذا الأوضاع  تشير بأن هذا الكل مسئولا عن هذه الوضع سواءٍ  بشكل مباشر أو غير مباشر ،وأن الذرائع التي يستخدمها ضد بعضه بعض- لا تحلي ولا تسلي ولا  تعشي حمار- على قولة الشاميين . وبأن هذا الجميع بحاجة الى الخروج من هذه الدوامة العاتية الى حالة من التهدئة كخطوة أولى  تليها خطوة وقف الحرب الشاملة والتوجه الى طاولة مفاوضات سياسية مستديرة لا تستثني أحد ولا تحكمها شروط ولا مرجعيات ولا خطوط حمر أو خضر، وقبل هذا كله بحاجة الى أن يحرروا انفسهم من كوابح الارتهان المفرط للخارج، والى التخلص من اغلال الارتزاق والتكسب الشخصي النفعي على حساب عوام الناس المسحوقة.
     فلا يصلح المجلس الانتقالي الجنوبي بأن  تتخذ منه الأطراف المتقاتلة في تعز وغير تعز شماعة تحمّــل عليه كل دمويتها وفشلها وفوضويتها هناك لأنه ببساطة لا يوجد بتعز شيء أسمه انتقالي جنوبي، كما يتم اتخاذه من قبل السلطة المسماة بالشرعية مشجبا عاليا لتعلّــق فوقها كل خيباتها وفشلها الطافح في الجنوب منذ اليوم الاول لهذه الحرب برغم أنه  تشكل بعد سنوات من هذه الحرب، متجاهلة أنها سلطة امتداد لسلطة غزوة 94م التي كانت سببا لكارثة الجنوب وأزمة اليمن برمته، كما كانت هذه السلطة هي من دمّــر كل مؤسسات الدولة ومنها الخدمية طيلة سنوات مضت، وبالتالي لا يمكن أن تعفي نفسها من المسئولية بتحميل الآخرين وحدهم وزر  المأساة وسبب التركة المثقلة بالدمار والفشل والضياع حتى وأن ظلت تردد أسمه الانتقالي ليل نهار كحالة فوبيا عميقة تتملكها، فالكل يجب أن يتحمل مسئولية ما اقترف ويقترف من أخطاء وخطايا، ويعلم أن السير بهذا الدرب اصبح غير مقبولا وأن السلام -السلام لا الاستلام- هو المخرج للكل  .
   كما أن تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية في عدن والمناطق التي بيد المجلس الانتقالي لا يمكن تبريرها الى ما لانهاية بأتها نتاج تآمر الشرعية وأموال قطر، فالاستهلاك المتواصل لهذه المبررات افرغها من مصداقيتها التي مقبولة في الاشهر الأولى حين تمكن فيها الانتقالي من إخراج خصومه من عدن، أما الاستمرار ترديد نفس الاسطوانة فهو الفشل بعينه فدولة الإمارات الثرية الحليف الافتراضي للمجلس للانتقالي والجنوب عموما، لن تعدم الحيلة ولا يعوزها المال أو تعدم الإمكانيات بانتشال حالة عدن من هذا التردي إن هي أرادت وأخلصت النية بعيدا عن دعم الفتات وسلال الصابون وطلاء المدارس.
   وفي الحديدة يكون المؤتمر الشعبي غاية بالغباء والضحالة  وهو يعتقد أن بوسعه استخفاف  عقول الناس إن استمر إلقائه باللائمة في تردي الاوضاع واخفاقه العسكري على الشرعية  والتذرع بها على طول الخط، وهو الذي قد صار شبه دولة في الساحل الغربي ويتصل بخط دعم مباشر وساخن  بالتحالف وبالإمارات على وجه الخصوص.
   فهذه الأطراف يضاف لها الحوثيين في الشمال هي من تتحمل ما يجري من دمار وعناء ودماء ومآسي, وهي من تتحمل مسئولية اخراج الشمال والجنوب من هذا الوضع.
  فبرغم  مقتنا لحالة الفشل و توجسنا من الأطماع المريبة التي يقوم بها  التحالف( السعودية والإمارات) وبرغم قناعتنا بمسئوليته عن هذا الوضع البائس وهو الجهة التي بمقدورها أن تحيل عدن الى جنة الله على أرضه أن هو أراد، إلا أن تحميلنا وحدة  المسئولية  فيه شيء من التضليل والضحك على الدقون والنفاق لمصلحة قوى محلية  – فلم يمتط هذا التحالف ظهر أحد إلا ظهر من انحى له برضائه- ولم يتثاقل هذا التحالف عن إهمال توفير الخدمات وممالأته وتشجيعه لقوى الفساد والتطرف، وتخليه عن  مسئوليته  القانونية والأخلاقية بتوفير ما عليه من التزامات بصفته الجهة التي تقدم نفسها أمام الهيئات الدولية بأنها المعنية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بالأزمة اليمنية، نقول أنه  لم يفعل كل هذا ولم يتخلى عن كل هذا المسؤوليات إلا لأنه قد وجد قيادات وكيانات وحكومات وأحزاب كسيحة نفعية انتهازية قدمت مصالحها الشخصية على مصالح الناس الذين تزعم أنها تمثلهم، وهي في الحقيقة تمثل بهم.
*صلاح السقلدي.
أخبار ذات صله