مقالات للكاتب
فضل المحلائي
اليسار العربي واليسار اليمني هما الأحزاب والجبهات والمنظمات وحتى الجماعات والإفراد المستقلين الذين انتموا إلى حركة اليسار العربي في مرحلة الخمسينات من القرن الماضي وما بعدها بمختلف تسمياتهم ومسمياتهم التنظيمية والحزبية وذلك أيام المد الثوري وزمن حركات التحرر العربية والعالمية والنضال ضد الاستعمار والامبريالية , أو ما اصطلح على تسميته حينها اليسار التقدمي المرتبط بالاتحاد السوفيتي وكتلته الاشتراكية الشرقية وعلى نقيضه يقف ما اصطلح عليه اليمين الرجعي المتحالف مع الغرب الاستعماري , اليوم اختلط الحابل بالنابل دخلت ( دراشيمومناخير ) – اليسار العربي التقدمي في اجحار اليمين الرجعي , دخل أصحاب النظرة ( التلك .. تيكيه ) – والنظرية – ( الاست.. تراتيجية )- ( الرفاق ) – ( البول.. شفيك ) – ( البلاشفة ) –الأكثرية العددية التقدمية في أدبار – ( الموني.. شفيك ) – ( المناشفة )- الأقلية العددية الرجعية , لقد دلفت ( الجرذان ) –وزحفت – ( الفئران ) – إلى أوجار – ( الضبان ) – ( ولولا ها –الهزة ما دخلنا غزة ) .. ( ولولا ها – الريحة ما دخلنا أريحا ) –اليوم الغالبية المطلقة من اليسار العربي واليعربي والإعرابي والمُستعرب واليسار اليماني والمتيمنن قاطبة بعد ستة عقود ونيف من الزمان فيها من الزعبقة الشديدة والمراغي العنيدة والحكاوي والفساوي المجيدة تنازلوا عن القيم والمبادئ التي ناضلوا لأجلها طويلاً , كثيراً , لقد أصيبت أفكارهم بلوثة ( التخريف والتجريف ) – وعقولهم أصيبت بداء ( التحريف والتزييف ) – اليوم الاشتراكيون والناصريون والبعثيون وحتى بعض العلمانيون أضحوا يتحدثون وينظرون عن الملل والنِحل وانقسموا إلى جماعات ثُلل وشُلل يتحركون بين عواصم دول المال والأعمال وعواصم الأنس والجمال يدينون لهم بالولاء والانتماء , اليوم اليساريون التقدميون يتحدثون في مجالسهم ومنابرهم عن الخلاف والاختلاف بين أهل السنة والشيعة والروافض والنواصب وما أخُتلف عليه بين الطوائف والمذاهب وفي مقدمة هؤلاء – ( الحكاواتيين والقومجيين والثورجيين) – قادة ورؤساء وزعماء أحزاب من العيار الثقيل أو لنقل من هذا القبيل , بالأمس كانوا يرفعون شعارات اليسار عالية خفاقة وفي مقدمتها شعار – ( يا عمال العالم اتحدوا ) – اليوم سقطوا في الحضيض وفاحت منهم رائحة كريهة كرائحة المراحيض , اليوم انكشفت الصورة المستورة وبانت عُورتهم المحظورة وتجلت حقيقة القوم أكالي – ( البصل والثوم ) – الغارقين في سبات ( النوم ) –المناضلون الأفذاذ الأشاوس ضد الحلف الرجعي حسب نظرتهم ونظريتهم التي أتحفونا بها سنوات عديدة وعقود مديدة ومعها وبهاضاعت أحلام ثلاثة أجيال , اليوم الرفاق يلعقون من طست سوق –( عكاظ ) – ويهيمون في دباديب – ( الرياض ) – بعد كل تلك العداوة والقطيعة وقعت الطامة الكبرى والفضيحة تحالفت وتضامنت وتكاتفت – ( المتردية والنطيحة )- اليوم شاهت وجوه الرفاق أهل الرياء والنفاق بعد ما كسدت بضاعتهم وبارت وفسدت تجارتهم وبسببها طالت مدة إقامتهم في بلاط أصحاب البلاط حيث – (المُهلبية والمُزلبية والمحشي والمضبي )- اليوم جُل اليسار العربي وكل اليسار اليمني والمتينن يتقرصون على بطونهم ويجمرون على قروصهم ويعمرون كروشهم –( ويابيعة الرخص من بعد الغلى والزبون )- وآه – آه – آه منك يا القرش يلي تلعب بحمران العيون ومن أجل خاطرك كل شي يهون حتى نطب الجفون ونتف الشوارب وبيع الذقون , اليوم قوانا الاشتراكية والناصرية والبعثية والعلمانية والماركسية وكل أصحاب مفهوم الديالكتيكالمادي والديالكتيك الجدلي والصراع – ( التبقي ) – جدلوا بأنفسهم شر جدله إلى داخل حارات ( الرياض ) – وسوق ( عكاظ ) – وبها ومعها تلاقحت وتزاوجت الأفكار اليسارية واليمينية على قاعدة – ( جني عشق عضروط ) – حسب تعبير المثل الردفانيالشهير , اليوم بعد شعارات ( الفنطزة ) – وكل تلك ( العنطزة )- أضحت القوى اليسارية ( خرنكعة ومركعة ومطوعة )- قلة قليلة من اليسار العربي لا زالت على الوعد والعهد الذي قطعته على نفسها وفي مقدمتهم شعراء وأدباء وكُتاب ومفكرون , لقد تحول يسارنا العربي اليوم في مجمله من يسار تقدمي ( ثوري ) – إلى يمين ( بقرتي ) – ومن ( ثائرين ) – إلى – ( أثرياء )- لقد أضحى تحسين شروط نهاية الخدمة وتكبير حجم ( اللقمة ) – بعد طول خدمة وعظيم حُرمة المهم والأهم (الصراب ) إلى داخل ( الجراب ) –وفي نهاية المطاف والطواف تحول التيار العلماني إلى تيار ( عوالم ) – ( وهز ياوز ) – والتيار الناصري إلى تيار ( نواصري ) –والتيار البعثي ( العفلقي ) – إلى التيار ( العلفقي )- والتيار الاشتراكي إلى تيار ( العيش .. تراكي ) – ولا حول ولاقوه إلا باللهالعلي العظيم , ذهبت الحمير تطلب قرون وعادت مصلومة الأذون ومن قلة تدبيرهم بُرهم أكل شعيرهم .
الهامش :
سلام مني لك يا من تشبعنا من أفكارك وأقوالك طوال تلك السنين
سلام مني لكم يا من بعتوا المبادئ مقابل رشفة سمن وشربة حقين
يا قهراه أين الزعبقة وأين تلك الخوالي يوم كنتم تعجنوا الدنيا عجين
أين الشقشقة والبغبقة فضحتونا أعوذ بالله منكم ومن إبليسالرجيم
سلام مني لك يلي كنت تخطوا يساري ما اليوم قد خطواتك يمين
فضل محسن المحلائي