fbpx
سقوط الأندلس وسقوط العرب السيناريو المتكرر:

مذكرات في زمن الكورونا :

من عجيب سيناريو التاريخ المتكرر أن عدد الإمارات في الأندلس كانت 22 إمارة؛ هي نفس عدد الدول العربية الحديثة؛ التي تشكلت خلال 70 سنة مضت تقريبا؛ وأن العداء بينها والتنافس والتكايد أشبه بما هو حاصل اليوم..

1 _ النزاعات بين مسلمي الأندلس منذ فترة مبكّرة، فقد تنازع العرب مع البربر، وتنازعت اليمانيّة مع القيسيّة، وتنازع الأقارب والأخوان على المناصب
2_ اشتراء ود الأعداء والتعاضد بهم؛ وموالاة أعداء الأمة من الصليبيين، وإحسان الظن بهم
3_ الترف واالإنغماس باللهو والملهيات.

بين سقوط طليطلة أول معقل إسلامي وسقوط غرناطة عاصمة الخلافة تقريبا 500 سنة؛ ومنذ غزو الكويت 90م وإدخال الأمريكان حتى اليوم خلال 30 سنة هناك 6 دول عربية قاربت على السقوط؛ والعد التنازلي مستمر.

في الإندلس كان هناك عدو واحد ؛ النصارى من البرتقال والإسبان والفرنسيون..واليوم هناك ثلاث قوى صاعدة تمزق العالم العربي؛ من شرقه وغربه وشماله وحنوبه.

بيضة العالم العربي تتناقص ومستوى التشاحن والتكايد يتزايد؛ وفرص الإجتماع والتلاحم تكاد تكون أضغاث أحلام؛ فالكل متخندق ويؤمن بأن بقاء الأمة العربية وبقاءه لا يكون الا بزوال الآخر؛ والكل يخطب ود الغرب ليكون له حليفا ومناصرا على أخيه وولد عمه.

عجبا هل قرأ الحكام ومستشاري الحكام ومثقفي العرب سيناريو الأندلس وكيف خسر المسلمون الفردوس المفقود الأندلس، إقليم يقع في أوروبا الغربية بجزيرة أيبيريا، فتحه المسلمون وأقاموا فيه ثمانية قرون، بنوا خلالها مجدا وحضارة أضاءت الطريق للنهضة الأوروبية ثم خرجوا منه في ذل ومهانة..

هل هناك صوت حقيقي يخرج من الطبقة المثقفة ينادي بتوحد عربي ثم إسلامي؛ يحافظ على الذات؛ ويتبنى المشاريع الكبرى للأمة؛ ويحسن إدارة الصراعات الداخلية على قاعدة :

1_ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة.
2_ استلهام نقاط الإتفاق والتعاون وتقويتها.
3_ التوافق على مرجعية كبرى ترسم خريطة للأمة العربية؛ تسير فيها بخطى ثابتة ومتأنية نحو الحفاظ على الذات ..

نؤمن بأن الدور سيأتي على الكل؛ وسيسقط الكل؛ فقط عامل الزمن هو المتغير؛ فالسنن واحدة والمعادلات تؤدي نفس النتيجة؛ وقد قيل «أُكلت يوم أكل الثور الأبيض».

د.عبدالمجيد العمري