fbpx
دعوات لإحياء الوساطات المحلية والحوار الداخلي في الشمال
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

مع وصول جهود الأمم المتحدة في اليمن، إلى طريق مسدود، انطلقت دعوات لتغيير منهج التعامل مع جهود تحقيق السلام عبر تفعيل دور الوساطات المحلية وتدشين حوار داخلي، استناداً لإرث طويل لدى المجتمع اليمني في التعامل مع النزاعات الداخلية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.

وأرجع مسؤولون وسياسيون يمنيون، في تصريحات لـ «البيان»، تعثّر جهود مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفث، في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، إلى ما أسموه محاولة القفز على المراحل من خلال تضمينها أموراً يفترض ألّا تسبق اتفاق وقف إطلاق النار، نزولاً عند رغبة ميليشيا الحوثي، مشيرين إلى أنّ خطة غريفيث التي اقترحها منذ أربعة أشهر ورفضتها الميليشيا أولاً ثم تحفظت الشرعية على التعديلات التي أدخلت عليها، أظهرت مدى صعوبة تنفيذها والحاجة لتغيير عمل المنظمة الدولية حتى لا يطول أمد الحرب.

وتصدّر الفريق الاستشاري الدستوري للدعم في اليمن، الدعوة لإغلاق ملف المبادرة الأممية، مؤكّداً أنّ الوساطات الأممية لوقف القتال لن يكتب لها النجاح وغير قابلة للتطبيق. واقترح الفريق، تنشيط الوساطة المحلية باعتبارها أكثر فاعلية وإدراكاً للواقع اليمني وتعقيداته، وهي الدعوة التي حظيت باستجابة اثنين من أبرز المكونات السياسية وهما المؤتمر الشعبي والمجلس الانتقالي.

وأشار أبو بكر القربي، الأمين المساعد لحزب المؤتمر، وآخر وزير خارجية إبّان حكم الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، إلى أنّ موقف الفريق الاستشاري الدستوري تعبير عن الإحباط من الجمود الذي أصاب جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية.

من جهته، قال عدنان الكاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، إنّ دعوات الحوار الوطنية التي أطلقها الفريق الاستشاري الدستوري، تأتي دعماً وتأييداً لحوارات تنفيذ اتفاق الرياض، باعتبار الحوار الطريق الوحيد لترجمة جهود المملكة العربية السعودية لتحقيق السلام الشامل. ولفت الفريق الاستشاري والذي يضم خبراء عرب، إلى أنّه كان يتعين على غريفيث، التصدّي لنطاق ضيق من المسائل الفنية التي تخدم جهود وقف إطلاق النار، بعيداً عن القضايا التي تتعلق بالحل النهائي والقضايا الإنسانية الخارجة عن نطاق تفويضه وإجراءات بناء الثقة التي لم يتسن له النجاح فيها على مدى أكثر من عامين.

دعم

بدورهم، أكّد نشطاء يمنيون، أنّ الفريق الاستشاري على استعداد لدعم وسطاء محليين يكونون محل ثقة أطراف النزاع، أو يشاركون في اختيارهم للقيام بدور الوساطة في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مبينين أنّ خطة المبعوث تفتقر الوساطة الفعّالة التي تستجيب لخصوصية النزاع وتأخذ بعين الاعتبار أسباب النزاع ودينامياته.

واقترح الفريق الاستشاري، تولي اليمنيين بأنفسهم مساعي الوساطة لوقف إطلاق النار والانخراط في حوارات وطنية، مشيراً إلى أنّ بوسع الوسطاء المحليين قيادة جهود الوساطة باعتبارهم يتمتعون بمشروعية محلية، ويمتلكون معرفة متعمقة بمجتمعهم وتاريخهم والسبل المحلية لتسوية النزاعات. ومع اقتراب انتهاء ولاية المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، ودعم وضوح ما إذا كانت المنظّمة الدولية ستجدّد له أم لا، تطالب أوساط سياسية يمنية، بإعادة تقييم أداء البعثة الأممية في اليمن، لاسيّما وأنّها أخفقت في تحقيق أي تقدم فعلي فيما يخص اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وتثبيته.