fbpx
كيف عاقب الحوثيون حزب الإخوان المسلمين؟
شارك الخبر

كتب – جمال حيدرة
مع أن الحوثيين قدموا من الكهوف محملين بغلٍ أيديولوجي كفيل بتدمير العالم بأكمله، ويحركهم نزوع عدواني انتقامي يحرق الأرض وما عليها من حياة، إلا أنهم وبرغم ذلك تعلموا مرونة سياسة ودبلوماسية أمدتهم بأسباب البقاء لخمس سنوات مضت.
تعلموا كيف ينحنون أمام عاصفة القرارات الاممية، في مظهر أوهم اتباعهم على أن الانحناء لم يكن انكسارا، بل انهماكا برسم شعار الموت لامريكا وإسرائيل على واجهة آلياتهم العكسرية، تعلموا كيف يصدّرون أنفسهم كأقليات مظلومة هي كل تبقى من سيادة اليمن المنتهكة من قبل أغنى دول العالم النفطية.
تعلموا كيف يستثمرون رغبة فرقاء السياسة في الإنتقام من بعضهم البعض، وجندوا الجميع لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية، إِلْتَقَم الحوثيون صالح بخبرة سياسية تجاوزت ثلاثين عاما، وابتلعوه كحزب ونفوذ ومال وشعبية وقوات عسكرية وأمنية، وقبله حيدوا هادي ونومه مغناطيسيا باتفاق السلم والشراكة، وانتهى به الحال تحت الإقامة الجبرية، قبل أن يخططوا لتهريبه، فقط لكي يستمتعوا بملاحقة الطريدة على أرض الخيرات الجنوب.
بطشوا بعدوهم اللدود الإخوان المسلمين، واخرجوهم من صنعاء بجلابيب النساء، وحرروا من تحت إبطيه الناصري والاشتراكي، نتفوا ريش الأخير واستبقوه كمقر وقيادة، وتركوا الأول يهيم على وجهه.
طووا تأريخ قبيلة حاشد باتفاقية الحماية لشيخها الأحمر الذي اهانوه بفيديو مسجل وارسلوه إلى بيته على متن طقم عسكري، واخرسوه إلى الأبد.
تعلموا فن الإقناع واستخدموا سياسة العصا والجزرة مع المنظمات الدولية والمحلية العاملة في نطاق سيطرتهم العسكرية، فجندوها لجلب الغذاء والدواء والمشاريع لاتباعهم.
اوهموا من تبقى من إعلاميين وقوى مدنية في صنعاء على أن صمتهم شعور وطني منقطع النظير، وأن بقاءهم تضحية سيكتبها التاريخ بأحرف من نور.
لعبوا على عامل الوقت، واستغلوا فساد شرعية الفنادق لتأليب الرأي العام على رئيس وحكومة ومسؤولين بلا ضمائر وبلا كرامة، وتخلوا مقابل ذلك على جزء من أحقادهم وفتحوا أبوابهم للعائدين من الجبهات المضادة.
ظلوا ينظرون للجنوب مترقبين لحظة سقوطه بيد الإخوان المسلمين، بعد أن عقدوا اتفاقا غير معلن معهم توقفت بموجبه جبهاتهم شمالا، وحينما فشل الإخوان في المهمة، عاقبهم الحوثيون بإعادة السيطرة على نهم والجوف وأجزاء من مأرب.
أخيرا وبموجب كل ذلك استطاع الحوثيون أن يقنعوا المجتمع الدولي بقدرتهم على إدارة الشمال وضمان أمنه واستقرار، ومصالح الخارج، واخرجوا الإخوان وجيوش علي محسن الأحمر من المعادلة السياسية تماما، وفي الأشهر القادمة سوف تستعاد مأرب كاملة وستأكل صحاري شبوة وحضرموت جماعة الإخوان.
أخبار ذات صله