علي محمد جار الله

قال ابناء حضرموت كلمتهم البارحة، و اسمعَت كلمتهم من به صممٌ.
بكل شجاعة قالوا نحن جنوبيون و معترفون بالإنتقالي كممثل لنا، و نطالب بالإدارة الذاتية.
فأصبح النداء من كل ابناء الجنوب للشرعية و التحالف العربي و مجلس الأمن أن إقتربوا مننا و اسمعونا نحن “لنا قضية”.

رأيي الخاص أن الجنوبيين عانوا من الوحدة لهذا رفضوها و اكتشفوا انها خطأ.
عانى الجنوبيون كثيرا منذ إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م، و تمادى كثيراً حكّام الشمال على شعب الجنوب فأعلن الحزب الإشتراكي فك الإرتباط مع الجمهورية العربية اليمنية دون إستفتاء الشعب الجنوبي، كما ذهب للوحدة دون إستفتاء للشعب الجنوبي.
فتم غزو الجنوب في 1994م، و تم إحتلال الجنوب رسمياً، و انطلق الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007م.
و تطور الأمر إلى ان أحتشدت الجماهير في عدن يوم 4 مايو 2017 و تمخض عن ذلك الاحتشاد ما سُمي بإعلان عدن التاريخي الذي خوّل اللواء عيدروس الزبيدي بإنشاء مجلس سياسي جنوبي استجابة لتطلعات الجنوبيين و تحقيقا لما دعا إليه سابقا.
من هنا و بعد الإحتلال اصبح لشعب الجنوب قضية واضحة و هي الإستقلال، أو فك الإرتباط او سمّوها ما تريدون و هو هذا شعار الحراك منذ 7/7/2007م.
ابناء الجنوب يقولون اننا أمام عدو واضح هي الجمهورية العربية اليمنية الذي يقول قادتها أن ارض الجنوب ملكٌ لهم، و يقولون ذلك علناً.
إذاً بالنتيجة نصل إلى ان الساسة اهل الشمال لا يهمهم الوحدة بقدر ما تهمهم ثروات الجنوب، و ليذهب أهل الجنوب إلى الجحيم، و الآن توضحت الصورة أن الصراع هو في فهم القضية الجنوبية.

انا أتساءل ماذا يريد جنوبيو الشرعية؟ هل هم مع القضية الجنوبية؟ إذا الجواب نعم فلماذا هم يؤيدون الشرعية؟ و الجنوبيون في شقرة لماذا يريدون إحتلال عدن من جديد هل هذا من أجل القضية الجنوبية؟ ام هي تزلفاً لشرعية الإخوان المسلمين و ليمنحوهم بعض المال من ثروات بلادهم الذي ينهبها الساسة الشماليون.

الخلاصة:
ـــــــــــــــــــ
1. إلى الجنوبيين في الشرعية الذين يقفون ضد القضية الجنوبية:
كونوا شجعان و قولوها بصراحة نحن مع الشرعية نكاية بالإنتقالي لأننا لا نريده ممثلاً للجنوب، و عندها توكلوا على الله، و قد أجاب عليهم أهل حضرموت بأنهم جنوبيون حتى النخاع و ان الإنتقالي يمثلهم و يطالبون بالإدارة الذاتية.
2. إلى ساسة الشمال، و الإصلاح بالذات:
عليكم ان تعلموا ان كل ما حاولتم أن تعملوه ارتد عليكم، و لن تملكوا الجنوب مرة ثانية، فقد شاهد العالم كله أهل الجنوب في حضرموت و هم يصرخون ان الإنتقالي يمثلنا، لهذا انصحكم ان تغيروا بوصلتكم نحو محافظاتكم المحتلة من الحوثة و إلا فأنتم منتهون.
3. إلى التحالف العربي و مجلس الأمن:
أعتقد ان الصورة توضحت لكم جيداً أن الجنوبيين يريدون إستعادة دولتهم، و ممثلهم الإنتقالي لا يختلف مع الجمهورية العربية اليمنية حول السلطة و المناصب، إن خلاف الجنوب و الشمال ليس بمن سيصبح وزيراً او رئيساً للوزراء و انما الخلاف حول الوحدة، فمفتاح نجاح مهمة التحالف العربي، و مجلس الأمن هو إنهاء الوحدة و إستعادة دولة الجنوب، لأنها قضية الجنوب المهملة.
دكتور علي محمد جارالله
19 يوليو 2020م