fbpx
حكومة السراج تُناور للالتفاف على ضغوط تفكيك الميليشيات
شارك الخبر

يافع نيوز ـ  العرب

يُخطط إخوان ليبيا للالتفاف على المطالب الأميركية والدولية التي تتالت تباعا بخصوص حل ميليشياتهم، باستحضار فكرة تشكيل “حرس وطني” والدفع بها إلى الواجهة من جديد، في مُناورة تُمكنهم من ربح وقت إضافي لتخفيف حدة الضغوط التي تُحاصرهم.

وتزامنت المناورة الجديدة التي عكستها التحركات المُتسارعة لعدد من رموز تلك الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج المدعومة من تركيا، مع تصعيد في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه استمرار سيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على مدينة سرت التي تُعتبر البوابة الرئيسية الغربية للدخول إلى الهلال النفطي، وعلى قاعدة الجفرة الجوية الإستراتيجية.

وكشفت تقارير استخباراتية فرنسية، أن شركة “سادات” للاستشارات الدفاعية في تركيا، التي يديرها العميد المتقاعد عدنان تانريفردي، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقعت اتفاقا مع شركة أمنية يُديرها الإخواني الليبي فوزي بوكتف المعروف بعلاقاته مع التنظيمات المتطرفة، من أجل تدريب العناصر التابعة لها.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن الاجتماع الذي تم عبر تقنية الفيديو كونفرس بين مسؤولين أميركيين وآخرين من وزارة الداخلية التابعة لحكومة السراج، انتهى بالتأكيد على ضرورة تفكيك الميليشيات، وتسليط عقوبات دولية على الجماعات المُسلحة التي تُحاول إفساد العملية السياسية أو الانخراط في أعمال إجرامية.

وعُقد الاجتماع بحضور وزير داخلية حكومة السراج، الإخواني فتحي باشاغا، وعدد من المسؤولين الأمنيين، وشارك فيه عن الجانب الأميركي هنري ووستر مساعد وزير الخارجية لشؤون منطقة شمال أفريقيا، وميغيل كوريا كبير مسؤولي شمال أفريقيا والشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي، وستيفين دي ميليانو من القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”.

وخُصص الاجتماع لمتابعة ما تم الاتفاق حوله خلال “لقاء زوارة” الذي جمع الأسبوع الماضي بين الجنرال ستيفن تاونسند، قائد “أفريكوم”، وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج الذي كان مصحوبا بوزير داخليته فتحي باشاغا، وعدد من العسكريين.

وتأكيدا لما كشفته “العرب”، في عددها الصادر في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، مِن أن الوفد الأميركي طلب من السراج تفكيك عدد من الميليشيات، قال باشاغا في سلسلة من التغريدات إن الجانب الأميركي “شدد خلال اجتماع الفيديو كونفرس على ضرورة الجدية في تطبيق برنامج تفكيك وتسريح وإعادة إدماج متكامل للميليشيات”.

لكن ما لم يقله باشاغا، أن حكومة السراج لا تُريد تفكيك الميليشيات، وهي بذلك تسعى إلى الالتفاف على التزاماتها أمام الجانب الأميركي، وخلال مؤتمر برلين الذي شدد هو الآخر على ضرورة حل الميليشيات المُسلحة، وذلك من خلال العودة إلى فكرة تشكيل “حرس وطني” كان قد طرحها مارتن كوبلر، الرئيس الأسبق للبعثة الأممية إلى ليبيا، لاستيعاب تلك الميليشيات، وتحويلها إلى قوة عسكرية مُهيكلة.

وتعود فكرة إنشاء حرس وطني إلى شهر مايو من عام 2016، عندما أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن قرار يتعلق بإنشاء حرس رئاسي، يتبع فايز السراج، ويتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية، وذلك لتولي مهمة “تأمين المقرات الرئاسية والسيادية في الدولة”، بالإضافة إلى تأمين وحراسة الأهداف الحيوية بما فيها منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية.

ميليشيات فوضوية لا تحتكم لسلطة القانون
ميليشيات فوضوية لا تحتكم لسلطة القانون

ونص القرار في ذلك الوقت على أن يتولى قيادته ضابط لا تقل رتبته عن عقيد، وقد استند في جزء منه على مخرجات اتفاقية الصخيرات الموقعة في  ديسمبر 2015، غير أنه لم ير النور، حيث حالت الخلافات السياسية دون تنفيذه، لتعود حكومة “الإنقاذ”، برئاسة خليفة الغويل، إلى نفس الفكرة، لتُعلن في الثامن من فبراير من عام 2017 عن تأسيس قوة عسكرية تحت اسم “الحرس الوطني”.

وأسندت قيادة هذا الجسم العسكري الجديد، في ذلك الوقت إلى المسؤول العسكري للجماعة الليبية المقاتلة، خالد الشريف، المعروف باسم “أبوحازم”، الذي عاد اسمه فجأة ليتردد من جديد كداعم شرس لحكومة السراج، على وقع التحركات الحالية التي فرضتها الضغوط الأميركية والدولية لتفكيك الميليشيات المُسلحة المدعومة من تركيا والناشطة في العاصمة طرابلس، وعدة مناطق أخرى في ليبيا.

وظهر خالد الشريف ليل السبت – الأحد في إحدى القنوات التلفزيونية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، مُدافعا عن موقف حكومة السراج، وقال إن “حكومة الوفاق عازمة على تحرير وإرجاع السيادة الليبية، لجميع الأراضي”، وذلك في إشارة إلى مدينة سرت التي اعتبر محمد قنونو الناطق باسم قوات السراج أن “تحريرها أصبح أمرا ملحا”.

وكشفت تقارير إعلامية ليبية، أن الشريف الذي يُقيم حاليا في مدينة إسطنبول التركية، قام خلال الأسبوع الماضي بزيارة سرية إلى العاصمة طرابلس مع عدد من ضباط العمليات التركية، حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع رموز قادة الميليشيات المُسلحة لإحياء فكرة تشكيل “الحرس الوطني”، بعيدا عن المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وتُؤكد هذه التقارير التي تتالت تباعا، التسريبات التي تقول إن فتحي باشاغا يُحاول إيجاد صيغة تُمكنه من تفادي غضب الأميركان، وفي الوقت نفسه يُحافظ على تماسك القوات الموالية للحكومة، وذلك بالتفاهم مع الأتراك الذين يبدو أنهم يُوافقون على خطته التي تتعلق بالتخلص من نحو 34 من قادة الميليشيات المثيرة للمتاعب، في مدن طرابلس والزاوية وصبراتة.

وسوم