fbpx
زمن الانحطاط والأطماع في بلاد العرب

كتب /علي عبد الله البجيري
لم تمر أمتنا العربية بأيام حالكة السواد والهوان والضعف، كما هي عليه اليوم. فهي تتعرض لمخاطر جدية تستهدف أمنها القومي، من خلال عدد من المؤامرات التي تتبناها ثلاث دول غير عربية، تخطط لإدارة العالم العربى والسيطرة على ثرواته، أسواقه، موقعه الاستراتيجى، ممراته المائية، دول عرفت بحقدها وتأمرها ضد كل من هو عربي. دول تاريخها يشهد على عنصريتها وطائفيتها واستعماريتها:
إيران الفارسية، تركيا العثمانية، إسرائيل الصهيونية.
فما هي تلك المشاريع وما هي اهدافها ؟
اولا، تركيا، تحلم بإعادة الخلافة العثمانية
القديمة من خلال مشروع العثمانيين الجدد بقيادة أردوغان الذى يحلم بقيام «تركيا القوية».
ثانيا، إيران، تسعى لنشر مشروع ولاية الفقيه من المحيط إلى الخليج،  من خلال «ثورات ونعرات طائفية» تمهد البلاد والعباد لعودة الإمام المنتظر
ثالثا، إسرائيل، تهدف إلى تحويل واقع الاحتلال الاستيطانى للأراضي الفلسطينة من النهر إلى البحر إلى مشروعية كاملة تقنن الاحتلال وتحقق يهودية الدولة.

مع شديد الأسف، صار أمننا القومي السياسي والسيادي والمائي والاقتصادي يعاني حالة كساح وشلل، وصرنا لا نرى من أمننا سوى ما تحت أقدامنا، فيما تتعرض الأمة لخطر وجودي، حيث العواصف تهب عليها من كل حدب وصوب.

التطورات التي نشهدها، هي إن تركيا “تحركت عسكريا” في 4 مواقع في بلداننا العربية، في شمال العراق عبر غارات جوية، وفي شمال سوريا بوجود عسكري على الأرض، وفي ليبيا عبر وجود جوي وبحري ومرتزقة، وفي اليمن عبر إرسال اسلحة وخبرا لتدريب الاخوان وقوى الارهاب، وهوا ما تم اكتشافه في جزيرة سقطرى الجنوبية.

غير إن ما يثير الأسى والقلق أن النظام العربي المتمثل في الجامعة العربية، كما في التعاون العربي المشترك، يشهد أسوى لحظاته من الضمور والانهيار ، والتمزق والانهيار ، والنتيحة تقاسم سوريا والسيطرة على ثروات ليبيا واحتلال أجزاء من الارض العراقية،  وشن الحرب على محافظة أبين الجنوبية.

الخطوة التي أقدمت عليها تركيا مؤخرا هي واحدة من السياسات الخطيرة التي تتبعها أنقرة لإضفاء المزيد من التوتر في المنطقة، مستغلة حالة الانقسامات والخلافات العربية ، سعياً منها إلى إعادة رسم الخريطة في المنطقة خدمة لأطماعها التوسعية، التي تعود إلى إرث الدولة العثمانية، التي احتلت أجزاء كبيرة من الوطن العربي خلال القرنين الماضيين.
حلم التوسع الذي يهيمن على عقل الرئيس التركي ، يدفع الأبرياء في مناطق عدة ثمنه غالياً، فالسلاح التركي حاضر لتنفيذ مهام القتل في كل من سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن

الأمين العام السابق للجامعة العربية ” عمرو موسى” كان أكثر وضوحاً عند تعليقه على الوضع العربي والخطر التركي قائلا” أن الأوضاع الراهنة من أسوأ ما واجه العالم العربي في العصر الحديث، وذلك بسبب “انقسام العرب وتعارض بعض مصالحهم، فلم يعد هناك موقف عربي بل أصبح هناك أكثر من موقف”،  مشيراً إن هناك “التفافا على العالم العربي واختراقاً له، خصوصا من تركيا وإيران”

ما نراه أن الرئيس التركي يلعب على حبال التناقضات بين موسكو وواشنطن حول الكثير من الملفات، ويستغل حاجة الطرفين إليه من منظور مصالحهما وتقاطعها مع مصالح بلاده.

اختتم مقالي.. بالقول إن الامن القومي العربي كله في خطر، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن يظن نفسه أنه بمنأى عن الخطر فهو واهم، لأن الضعف المستشري في جسد الأمة يغري كل أعدائها والطامعين بها وبثرواتها.