fbpx
على نفسها جنَـــتْ ( ش)

صلاح السقلدي
أصبحتْ لدى السعودية حساسية مفرطة من خطابات كل القوى باليمن- شمالا وجنوبا-، خصوصا أن كان ينال من وجودها باليمن و يصب بمصلحة خصومها بالمنطقة مثل تركيا وقطر وإيران، ومن هذه الخطابات الخطاب الذي أنطلق مؤخرا من ثنايا السلطة المسماة بالشرعية، والذي يطالب بتدخل تركي باليمن على غرار ما يجري في ليبيا في تحدٍ واضح ليس فقط لمشاعر السعودية بل لوجودها ,فهذا الخطاب اعتبرته السعودية تحديا فجاً لها وانتقاصا من دورها ونكران واضح لجهودها، ومحاولة لتمكين خصمها اللدود “تركيا” من اليمن، بعد كل ما تراه الرياض من تضحيات وخسائر بشرية ومالية قدمتها طيلة ستة أعوام لتمكين حكومة غير جديرة بالثقة والدعم من العودة لكرسي الحكم في صنعاء .
وعطفا على هذه القناعة السعودية قررت المملكة أن لا بدُّ من قرصة عقابية بأذن الشرعية ، بدءاً من سقطرى وربما ليس انتهاءً بحضرموت. فمجرد أن تغض السعودية الطرف وتلزم موقف الحياد مما يجري على الأرض بين القوات الجنوبية والقوات المسماة بالشرعية كما حصل في سقطرة فقد كان هذا الموقف السعودي الحيادي كافيا للانتقالي ليقدم على خطوته تلك ويطرد تلك السلطة وقواتها ومن مواقعها المدنية والعسكرية ويبسط وجوده بالأرخبيل الاستراتيجي- وقد يتكرر المشهد في حضرموت.
فتحِـت الغبار الكثيف لإعلام الشرعية المطالب بتدخل تركي باليمن وبالجنوب تحديدا توقعت السعودية من حدوث مفاجأة غير سارة لها وسقوط الإرخبيل بيد القوات التركية إن ظلت الجزيرة بعهدة قوات الشرعية، أو بمعنى أوضح فأن السعودية قد خشيت من إقدام الشرعية من تسليم الجزيرة لتركيا إنفاذا لدعوة التدخل التركي، خصوصا وأن لأنقرة وجود عسكري كبير على مسافة قريبة من سقطرى (في الصومال عموم القرن الأفريقي)، فتركيا التي تزهو بمكاسبها في ليبيا قد لا تتورع بمد أذرعها إلى حيث تستطيع، سيما وأن لها باليمن شريك ايدلوجي يخطب تدخلها على رؤوس الأشهاد، وعلى عينك يا سعودية.
وبالتالي فهذا الخطاب الداعي لتدخل تركي باليمن قد أتى بنتيجة عكسية على أصحابه فعلى نفسها جنتْ الشرعية.
*صلاح السقلدي.