fbpx
جامع النوري.. روح الموصل تنتصر على الإرهاب بدعم الإمارات
شارك الخبر

 

يافع نيوز ـ وكالات

في مثل هذا اليوم 21 يونيو/حزيران 2017، اغتالت خناجر التطرف جامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية، لتحول صرحا شامخا كان يقف شاهدا حضاريا على روح التسامح والتعايش، إلى ركام.

دكت معاول “داعش” الإرهابية المسجد الذي أعلن منه زعيمه المقتول أبو بكر البغدادي، في 2014، إقامة خلافة مزعومة، لكن ما هدمه التطرف، تتكفل دولة الإمارات بترميمه، ليكون سيفا قاطعا بوجه الإرهاب.

وكدأبها، سارعت دولة الإمارات إلى الإسهام النوعي في إعادة ترميم معالم المدينة الواقعة شمالي العراق، في إطار مشاركتها بمشروع “إحياء روح الموصل”، الذي يشمل عملية ترميم الجامع ومنارته الحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة.

رسالة سلام

يعتبر جامع النوري ومنارته الحدباء إرثا تاريخيا للحضارة الإنسانية جمعاء، وترميمه عقب الدمار الذي لحقه يصدر للعالم رسالة سلام ومحبة وتعايش.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، أكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، أن إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته يحمل بين طياته السلام والتعايش في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب والثقافات.

ولفتت إلى أن المشروع يعد نموذجا يبرز دور الإمارات في صون التراث العالمي والحفاظ على الموارد الثقافية، من خلال تبني مبادرات مستدامة تضمن حق الأجيال المقبلة في المواقع الأثرية والتراثية.

من جانبه، قال وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق حسن ناظم، إن “هناك مشروعاً قيد التنفيذ لإعادة بناء جامع النوري ومنارة الحدباء وكنيستي الطاهرة والساعة، بعد تعرضها للتدمير على يد عصابات داعش”.

وأضاف ناظم، في تصريحات إعلامية، أن المشروع بتمويل إماراتي وإنجاز وتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية “يونسكو” وبإشراف وزارته.

كما أعلن إجراء اتصالات مع وزيرة الثقافة الإماراتية، والاتفاق على تسريع العمل بالمشروع.

الموصل تستعيد روحها

شكّل استهداف التنظيم الإرهابي لجامع النوري قبل 3 سنوات ضربة مؤلمة لسكان الموصل بشكل خاص والعراقيين عموما، نظرا لرمزيته وقيمته التاريخية ما يجعله إرثا إنسانيا وحقا لجميع الأجيال الراهنة والقادمة.

وبتبني دولة الإمارات إعادة إعمار المسجد ومنارته الحدباء، دبّت الحياة من جديد في أوصال أهل الموصل، خصوصا بإنجاز أعمال المرحلة الأولى من المشروع، والتي تضمنت رفع الأنقاض وإزالة الألغام من الموقع وتوثيقه وتقييمه وتثبيت الأجزاء التي يمكن إنقاذها.

فيما تشمل المرحلة الثانية من مشروع «إحياء روح الموصل» تدعيم الأساس المتبقي وإعادة بناء المنارة والجامع.

صرح معماري

النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير، هو جامع تاريخي يقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل، فيما تسمى المنطقة المحيطة به محلة الجامع الكبير.

اسمه مشتق من نور الدين زينكي الذي أمر ببنائه عام 1172، وهو المسجد الذي شهد ظهور البغدادي لأول وآخر مرة علنا قبل 6 سنوات.

أما مئذنة أو منارة الحدباء، فتعد أعلى منارة في العراق، والمعلم الوحيد المتبقي من المبنى الأصلي للمسجد، واستطاعت المحافظة على هيكلها لمدة 9 قرون، ما يجعلها معلما مرتبطا بالمدينة التي باتت تسمى أيضا باسم المنارة، أي الحدباء، كما طبعت صورتها على ورقة نقدية من فئة 10 آلاف دينار عراقي.

وبعد هدم الجامع في 1942، لم يبق منه غير المنارة والمحراب وبعض الزخارف الجبسية، فيما يتكون الجامع الجديد من مصلى بمساحة 143مترا مربعا.

أما بيت الصلاة، فينقسم إلى قسمين، الأول يضم بوائك تطل على الصحن، والثاني غير مفتوح للبلاطات، بينما يعتبر المحراب جزءا أصليا في الجامع الذي ظل منتصبا شامخا لقرون قبل أن تطاله أيادي الإرهاب، ثم تلقفه سواعد الإمارات، لتعيد للصرح التاريخي ألقه المفقود.

وسوم