fbpx
(( متى سيعودوا الى رشدهم ؟! ))
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
   * تدور رحى المعارك في شقره / أبين اليوم ، وبيادقها هم فلول الإخوان ، ولفيف جنوبيين مُغرراً بهم بزعم أن القتال بإسم الشرعية ، والواقع أنّ الشرعية قد طوت سجّادتها وتوارت عن المشهد ، فدورها إنتهىٰ ، ولم يبقَ منها إلّا الجنرال الدموي علي محسن الأحمر ، وهو مَن يطوح اليوم بجنبيتهِ في رقصة برَعٍ على جثمانها المسجي ، ولأنّه قيادي إخواني عتيد ، فهو يؤدي دوره المنوط به في زلزلة هذه الرقعة من الأرض على الطريقة السورية والليبية والعراقية .
   * اليوم ، تزمع قطر / تركيا الى الزّج بأكثر من ألفين مرتزقٍ سوري وليبي وسواهم الى جنوبنا لمساندة الإخونجيين ، كما وكلنا يسمع عن تهريب زوارق الأسلحة من القاعدة التركية في الصومال الى سواحلنا في رأس العارة ، وعبيد الإخونجيين المتدثرين زوراً بثوب الشرعية من تلك المناطق يساندوهم في عملياتهم القذرة هذه ، كلٌ هذا يظهر حقيقة هذه الحرب ومموليها ، ومَن تخدم ، بل وتثبت وبكل جلاءٍ أنّ ليس لها علاقة مطلقاً بالسلطة الشرعية في البلاد ، لأنه ماهو دخل قطر وتركيا ببلادنا ؟
   * مايصدمُ المرء هنا ، هو أنّ البعض من أخوتنا الجنوبيين ، وللأسف على خلفية ثأراتٍ مناطقية أو جهوية ، أو لحساباتٍ خاصة بهم بالنسبة لمجلسنا الإنتقالي الجنوبي ، فهم يُهللون فرحاً بالإنتصارات الوهمية للإخونج في شقرة / أبين ، والواقع على الأرض يقول العكس تماماً ، وبالطبع سيهللون لمقدم المرتزقة الأجانب للقتال الى جانب الإخونجيين في ربوعنا ، وهؤلاء – لو قُيّض لهم وهذا محال – سيحرقون الأرض كما أحرقوا في الديار السورية والليبية والعراقية ، بل ولن يُفرقوا بين من يؤازر الإخوان ومن لا ، أو أنّ هذا من هذه المنطقة وذاك من تلك ..
   * إذاً .. متى سيعود اخوتنا الجنوبيين هؤلاء الى صوابهم ؟! أو متى سيدركوا جوهر هذه الحرب وخلفياتها ؟! أو أنهم لم يستوعبوا بعد أنه السيناريو التدميري الذي دَكّ بلداننا العربية الملتهبة وشرّد أهلها ، أو أنّ هؤلاء يظنون أنهم سينجوا من حرائق وويلات هذه الحرب ! وفي تقديري الشخصي هذا هو الغباء المفرط وجنون الثأرِ الذي يدفع بالمرء الى إحراق أرضه وأهله ، وهو منها ومنهم ..
   * ما انفكت شعلة الحقد الغبي تصطلي في جوف بعضنا ، ولم يعد يعني هؤلاء سوى الأخذِ بثأرٍ  هم أنفسهم طرفاً في تأجيجِ جذوة كل صراعاتهِ وتبعاته الوخيمة على كل جنوبنا ، والمفترضُ دفن وطي كل صفحات الماضي ، والإلتفات الى الموجة العاتية المُحدقة بجنوبنا بكل أهله وبمختلف أطيافهم ومشاربهم ، كما ولنا أبنائنا الذين من المفترض أن نؤسس لهم قاعدةً سوية للتعايش ، وأن نفرش لهم البساط المخملي ليعيشوا حياةً غير التي عشناها نحن ، وهذا إذا كنا أناساً أسوياء وخليقين بأن نُخلف حياة مثالية لأجيالنا القادمة .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
     الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله