fbpx
“أخطر امرأة بأميركا”.. أثارت الشغب وطردت من البلاد
شارك الخبر

يافع نيوز – منوع

ما بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، برزت بالولايات المتحدة الأميركية شخصية المرأة الروسية الأصل إيما غولدمان (Emma Goldman) التي تميّزت بآرائها الفريدة من نوعها والجديدة على المجتمع الأميركي.

إلى ذلك، شاركت هذه المرأة ذات التوجهات اللاسلطوية والأناركية (Anarchism) بالعديد من التظاهرات والاحتجاجات العمالية ودعت للمساواة الاجتماعية، كما ارتبط اسمها بأعمال عنف كادت أن تودي بحياة شخصيات أميركية نافذة.

صورة لإيما غولدمان وألكسندر بيركمانصورة لإيما غولدمان وألكسندر بيركمان

وبسبب كل هذه النشاطات، صنّفت إيما غولدمان كعدوة للدولة ولقّبها جون إدغار هوفر (John Edgar Hoover)، أول مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بأخطر امرأة بأميركا.

ولدت إيما غولدمان أواخر شهر حزيران/يونيو 1869 بمدينة كوفنو (Kovno) بالإمبراطورية الروسية. وفي السادسة عشرة من عمرها، اضطرت الأخيرة عام 1885 للهجرة رفقة عائلتها نحو الولايات المتحدة الأميركية حيث تعلقت بالأناركية عقب حادثة شغب هايماركت (Haymarket affair) يوم 4 أيار/مايو 1886.

صورة لرائد الصناعة هنري كلاي فريكصورة لرائد الصناعة هنري كلاي فريك

ومنذ التحاقها بالحركات الأناركية، عارضت إيما غولدمان المؤسسات والتوجهات الدينية وساندت أفكارا جديدة على المجتمع الأميركي حينها كمنع الحمل وتحديد النسل والمساواة بين الرجال والنساء كما نقدت بشدة الزواج ووصفته بشيء مكبّل لعقل وحقوق المرأة.

سنة 1892، تورّطت إيما غولدمان في قضية محاولة اغتيال فاشلة. فعلى حسب مصادر تلك الفترة، ساعدت الأخيرة عشيقها الروسي الأصل ألكسندر بيركمان (Aleksandr Berkman) في التخطيط لقتل رجل الأعمال الأميركي ورائد الصناعة هنري كلاي فريك (Henry Clay Frick) المصنّف حينها من قبل أوساط عمالية كأحد أسوأ الرجال بالولايات المتحدة الأميركية.

صورة للرئيس الأميركي وليام ماكينليصورة للرئيس الأميركي وليام ماكينلي

ولحسن حظّه، نجا هنري كلاي فريك من محاولة الاغتيال، فوجهت لألكسندر بيركمان تهمة الشروع في القتل ونال حكما بنحو 14 عاما سجنا.

طيلة السنوات التالية، اعتقلت إيما غولدمان مرات عديدة ووجدت نفسها في مواجهة الشرطة والقضاء بسبب تحريضها على العنف والاحتجاجات وتوزيع كتب ممنوعة، كما شكك البعض أيضا في إمكانية تورّطها رفقة عدد من الأناركيين في قضية اغتيال الرئيس الأميركي وليام ماكينلي (William McKinley) عام 1906.

إيما غولدمان أثناء مشاركتها بأحد الإحتجاجاتإيما غولدمان أثناء مشاركتها بأحد الإحتجاجات

من جهة ثانية، اتجهت هذه المرأة الروسية الأصل لإنشاء مجلة الأرض الأم (Mother Earth) وروجت عن طريقها للأفكار الأناركية. وفي حدود سنة 1908 لم تتردد سلطات الولايات المتحدة في تجريد إيما غولدمان من جنسيتها الأميركية واتجهت للبحث عن طريقة لطردها من البلاد أملا في تجنب مزيد من المشاكل التي روّجت لها.

خلال شهر حزيران/يونيو 1919، اهتزت المدن الأميركية على وقع العديد من الهجمات الإرهابية التي قادتها مجموعة من الأناركيين تزعمهم الإيطالي لويغي غالياني (Luigi Galleani) لتشهد بذلك البلاد ظهور الرعب الأحمر الأول.

إيما غولدمان عام 1885إيما غولدمان عام 1885

وكرد على الأمر، عمدت السلطات الأميركية لاعتقال 249 شخصا من اليساريين والأناركيين، ولاحظت أن أغلبهم مهاجرون يحملون الجنسية الروسية فقط فلجأت بموجب ذلك لترحيل كثير منهم نحو أوطانهم.

ومن ضمن هؤلاء المرحّلين، يبرز اسم إيما غولدمان حيث أرسلت الأخيرة نحو وطنها روسيا الذي شهد الثورة البلشفية وصعود فلاديمير لينين وقيام الاتحاد السوفيتي.

صورة لجون إدغار هوفر أول مدير لمكتب التحقيقات الفيدراليصورة لجون إدغار هوفر أول مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي

بادئ الأمر، آمنت إيما غولدمان أن الاتحاد السوفيتي جنّة العمال إلا أنها فقدت تدريجيا نظرتها المثالية تجاه البلشفيين بسبب تكبيلهم للحريات وقمعهم بالحديد والنار لتمرد بحّارة كرنشتات (Kronstadt) عام 1921.

فغادرت روسيا مرة ثانية دون رجعة وتنقلت بين فرنسا وإنجلترا وكندا وألّفت كتابا حمل عنوان “خيبة أملي بروسيا” قبل أن تحل لفترة وجيزة بإسبانيا لمساندة الأناركيين مع اندلاع الحرب الأهلية خلال الثلاثينيات.

صورة لإيما غولدمانصورة لإيما غولدمان

يوم 14 أيار/مايو 1940، فارقت إيما غولدمان الحياة بمدينة تورنتو الكندية. ومع رحيلها، وافقت الولايات المتحدة الأميركية على إنهاء خلافها مع إيما غولدمان فسمحت بنقل جثمانها ودفنها بمقبرة مدينة فورست بارك بولاية إلنوي على مقربة من قبور الأشخاص الذين أعدموا عقب أحداث هايماركت عام 1886.

أخبار ذات صله