fbpx
أبواق إرهاب.. إعلام أردوغان يهيئ للتدخل باليمن
شارك الخبر

يافع نيوز ـ العين

واهم من يعتقد أن مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوضع قدم له على السواحل اليمنية بدأ مع فضح نواياه بإرسال مرتزقة إلى هذا البلد تماما كما جرى في ليبيا.

فالواقع أن محاولاته بدأت منذ سنوات، وإن بدأ مخططه التوسعي يتبلور ويتضح للعيان بتركيز وجوده في الصومال ومحاولته الاستحواذ على جزيرة سواكن السودانية، ومن ثم توجه نحو تعز وشبوة اليمنيتين محاولا الاقتراب من باب المندب وبحر العرب.

واليوم، يستعد أردوغان بعد سنوات من التحضيرات السياسية والاستخبارية والإعلامية، راقب خلالها تحولات المشهد اليمني، للانقضاض عليه في إطار تحالف غير معلن بين إيران وقطر، وعبر مطية حزب الإصلاح الإخواني، في رسم بياني تكشفه تحركات أذرعه الإعلامية.

أخبار ملغومة

“أسوة بالصومال وليبيا.. ندوة تدعو لخطوات تركية فعالة باليمن”.. خبر نشرته وكالة أردوغان الرسمية، وتناقلته مواقع موالية له أو مؤيدة لسياساته.

لمن لا يقرأ وراء السطور، يبدو الخبر روتينيا بغير أهمية تذكر، لكن العارف بخفاياه وكواليسه يدرك أن كل كلمة فيه محسوبة بشكل دقيق، وأن كل حرف بمثابة شظية تبحث عن هدفها.

ففي العنوان والمقدمة، لخص الخبر أجندة أنقرة في اليمن، معلنا بوضوح أن ساعة التدخل التركي دقت تحت ذات اللافتة المتآكلة: “التعاون” و”المساعدات”.

وجاء بمقدمة الخبر: “أجمع دبلوماسي تركي وخبير يمني، الأحد، على حاجة اليمن إلى أصدقاء حقيقيين لحل مشاكله، أسوة بما يحدث في كل من ليبيا والصومال من تعاون بين تركيا وحكومتي البلدين العربيين”.

“إجماع” جاء في ندوة عقدها مركز “البحر الأسود للدراسات الاستراتيجية”، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بعنوان “حرب اليمن والمجتمع الدولي”، شارك فيها كل من رئيس الجمعية التركية- اليمنية، محمد حميقاني، وفاضل جورمان، وهو سفير تركيا في أوسلو، وكان سفيرا بصنعاء عام 2011، فيما أدار الندوة البروفسور زكريا قورشون.

وعلى نفس إيقاع السيناريو في ليبيا، نقل الخبر عن أحد المتدخلين قوله: “في الصومال وليبيا، دعت أطراف معنية تركيا (إلى تقديم المساعدة)، لكن في اليمن حاليا لا يوجد طرف له قراره، والحكومة الشرعية تحت تأثير ضغط، وهي خارج اليمن، والدور التركي راسخ في وجدان الشعب اليمني وإن لم يكن ظاهرا”.

وتابع المتحدث: “تركيا بجانب الشرعية، وفي اليمن أيضا كانت بجانب الشرعية، وآمل أن تكون هناك خطوات تركية فعالة في اليمن تؤثر إيجابا لصالح الشعب اليمني، الذي مر بمراحل مؤلمة”.

وعلاوة على ذلك، تعمل أبواق أردوغان منذ فترة طويلة على شيطنة المملكة العربية السعودية، قائدة التحالف العربي، ودولة الإمارات، أحد أبرز المساهمين فيه، وضرب تضحياتهما الجسام بالأرواح والعتاد سعيا لتقديم مساعدة حقيقية طلبتها الحكومة الشرعية لمواجهة الانقلاب الحوثي.

توكل كرمان.. سلاح ضد اليمنيين

حين يتعلق الأمر باليمن، يعول أردوغان بشكل كبير على الناشطة الإخوانية توكل كرمان المقيمة في تركيا، والمعروفة بالتحريض على الثورات والفوضى، وبتأييدها لاستهداف شعبها من قبل مليشيا الحوثي.

فسجل كرمان الحافل بالعمالة للدوحة ومن بعدها أنقرة يجعلها المرشح المثالي بالنسبة لأردوغان للعب دور في مؤامرته ضد اليمن، فهي إخوانية تتماشى مع هواه الأيديولوجي، وبلا مبادئ ما يجعلها قابلة لأن تكون بمزاد مخططاته، وحاملة للجنسية اليمنية ما يجعلها في النهاية مطلعة عن كثب على الكثير من خفايا الأمور.

وفي مارس/ آذار الماضي، استضافت تركيا مؤتمرا بعنوان “يمن ما بعد الحرب.. رؤية استشرافية”، بتمويل منحته قطر لكرمان ومؤسستها، وفيه غرزت من جديد أنيابها بقلب حكومة بلدها الشرعية، وبثت سمومها في شعبها الذي باعته من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.

مؤشرات تمنح مراقبين قناعة شبه تامة بأنه لن يمر وقت طويل قبل أن تعلن أنقرة تدخلها في اليمن عبر بوابة “دعم الشرعية” الكاذبة، وطبعا بالنسبة لها، فإن الشرعية لا تمثلها الحكومة اليمنية بأكملها، وإنما فقط الجزء المتعلق منها بحزب الإصلاح الإخواني.

سم المساعدات

صحيفة “الأيام” اليمنية كشفت قبل أشهر، أن تدفقا متزايدا للأتراك تسجله العديد من المناطق اليمنية بتعلة مظلة العمل الإغاثي والإنساني.

واستنادا إلى وثائق رسمية، قالت الصحيفة إن حزب الإصلاح هو من يدعم ويسهر على وصول أدفاق الأتراك، مشيرة إلى أن الأمر مستمر منذ أكثر من عامين.

فيما نقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة قولها إن عشرات الضباط التابعين للاستخبارات التركية وصلوا إلى محافظتي مأرب وشبوة عن طريق منفذ “شحن” الحدودي في محافظة المهرة.

وأوضحت المصادر أن دخول هؤلاء الضباط إلى اليمن جرى على أساس انتمائهم لهيئة الإغاثة التركية، متسائلة عما يمكن لضابط استخبارات أن يفعله ضمن منظمة إنسانية.

كما كشفت أن دخولهم تم بتسهيلات كبيرة على مستوى رفيع يديره حزب الإصلاح، سعيا نحو تهيئة الأرضية لتدخل تركي في إطار السعي نحو إنشاء تحالف جديد في اليمن، ونسخة جديدة من سوريا وليبيا.

وسوم