fbpx
“كورونا” يتسبب بأسوأ أزمة غذاء منذ 50 عاما وتحذير أممي من كارثة عالمية
شارك الخبر

يافع نيوز ـ إرام

يواجه 50 مليون شخص حول العالم خطر الوقوع في براثن الفقر المدقع هذا العام بسبب تفشي وباء ”كورونا“ المستجد، لكن يبدو أن الآثار طويلة المدى ستكون أسوأ، بحسب تقرير نشرته صحيفة ”الغارديان“ البريطانية.

وقالت الصحيفة إن ”سوء التغذية في مرحلة الطفولة يسبب معاناة مدى الحياة؛ فبالفعل، يعاني طفل واحد من بين كل 5 أطفال حول العالم من التقزم في نموهم في سن الخامسة، ومن المرجح أن يعاني الملايين الآخرين من نفس المصير إذا ارتفعت معدلات الفقر بسبب الوباء المتفشي“.

وذكرت أن عمليات الإغلاق تبطئ المحاصيل، فالملايين من العمال الموسميين غير قادرين على العمل، كما وصلت مخلفات الطعام إلى مستويات ضارة، حيث اضطر المزارعون إلى التخلص من المنتجات القابلة للتلف نتيجة لمشاكل التوريد، واضطرت مصانع صناعة اللحوم إلى الإغلاق في بعض البلدان.

واستعانت الصحيفة بتحذيرات الأمم المتحدة بأن العالم يقف على حافة أزمة غذاء أسوأ من أي أزمة شهدها منذ 50 عامًا على الأقل، وحثت الحكومات على التحرك بسرعة لتجنب وقوع كارثة.

ما خطة المواجهة؟

وأشارت إلى تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء قال فيها إن ”هناك حاجة ماسة إلى توفير حماية اجتماعية أفضل للفقراء حيث أن الركود الذي يلوح في الأفق بعد جائحة فيروس كورونا قد يضع التغذية الأساسية خارج متناول أيديهم“.

وأضاف ”ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فمن الواضح بشكل متزايد أن هناك حالة طوارئ غذائية عالمية وشيكة يمكن أن يكون لها آثار طويلة المدى على مئات الملايين من الأطفال والبالغين، ونحن بحاجة للعمل الآن لتجنب أسوأ آثار جهودنا للسيطرة على الوباء“.

وتابع أنه ”على الرغم من أن المحاصيل الأساسية ما زالت صامدة، وحظر التصدير والحمائية؛ إلا أن أسوأ آثار الوباء والركود الذي أعقب ذلك لم يتم الشعور بها بعد“.

وحذّر غوتيريس قائلًا ”حتى في البلدان التي تتوفر فيها كميات وفيرة من الغذاء، فإننا نرى مخاطر تعطل سلسلة الإمداد الغذائي“.

وذكرت ”الغارديان“ أن غوتيريس وضع خطة من ثلاث نقاط لإصلاح أنظمة الغذاء المعتلة في العالم، ومنع المزيد من الضرر.

والخطة تتمحور حول تركيز المساعدة على المناطق الأشد تضرراً لدرء الكوارث العاجلة، ولإعطاء الحكومات الأولوية لسلاسل الإمدادات الغذائية؛ وتعزيز الحماية الاجتماعية بحيث يحصل الأطفال الصغار، والنساء الحوامل والمرضعات، والفئات الأخرى المعرضة للخطر – بما في ذلك الأطفال الذين لا يتلقون وجبات مدرسية – على التغذية الكافية؛ والاستثمار في المستقبل، من خلال بناء انتعاش عالمي من الوباء؛ والذي يعطي الأولوية للأنظمة الغذائية الصحية والمستدامة بيئيًا.

لبنان: مساعدات مباشرة لأشد المتضررين من أزمة فيروس "كورونا ...

ونقلت عن ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قوله إن ”أنظمة الغذاء في العالم أصبحت مهددة كما لم يحدث من قبل في الآونة الأخيرة، حيث أدى الوباء وحالات الإغلاق إلى إعاقة قدرة الناس على حصاد وشراء وبيع الأغذية، مضيفًا نحن بحاجة إلى توخي الحذر، فهذه أزمة غذاء مختلفة جدًا عن تلك التي رأيناها“.

وأضافت ”وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول تأثير فيروس كورونا على الأمن الغذائي والتغذية فإن الحصاد صحي، والإمدادات من الأطعمة الأساسية مثل الحبوب قوية، لكن معظم الناس يحصلون على طعامهم من الأسواق المحلية المعرضة لتعطيل عمليات الإغلاق، كما أن زيادة البطالة وفقدان الدخل المرتبط بعمليات الإغلاق تجعل الطعام بعيد المنال بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون، وعلى الرغم من أن الأسواق العالمية ظلت ثابتة، فقد بدأت أسعار المواد الغذائية الأساسية في الارتفاع في بعض البلدان“.

وأوردت ”الغارديان“ تحذيرا للخبراء من أن التأثير الإضافي لأزمة الفيروسات التاجية وحالات الإغلاق وما ينتج عنها من ركود سيضاعف الضرر ويحول الملايين إلى جوع شديد،إذ وجدت الأمم المتحدة أن الوباء يخاطر بعكس مسار التقدم الذي تم إحرازه في العقود الأخيرة في انتشال الناس من الفقر وتحسين فرص حصولهم على غذاء صحي.

تقرير أممي يحذر من تفاقم الأزمات الغذائية في 2020 بسبب "كورونا ...

وسوم