fbpx
الحوار العراقي الأمريكي ينطلق وإيران تخشى ضياع نفوذها
شارك الخبر

يافع نيوز ـ وكالات

ينطلق، اليوم الأربعاء، الجلسة الأولى من المفاوضات بين بغداد وواشنطن في إطار الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي للتوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات بين البلدين، وسط مخاوف إيرانية من ضياع نفوذها في بغداد.

وستكون الجلستان الأولى والثانية تحضيريتان ضمن دائرة متلفزة مغلقة أسست، وبحسب مصادر حكومية عراقية، قبل التصويت لحكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.

ويمثل الفريق العراقي خمسة مفاوضين، هم عبد الكريم هاشم، حارث حسن، لقمان الفيلي، فريد ياسين، حامد خلف، وجميعهم شخصيات دون درجة وزير، ورشحهم رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي خلال الشهرين الماضيين

أما الفريق الأمريكي فيتكون من خمس شخصيات، وهم السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، و ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وجوي هود النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وديفيد كوبلي نائب مساعد وزير شؤون العراق في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، وفرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة.

ووصف وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري في تغريدة على “تويتر” الفريق التفاوضي الأمريكي بالأقوى.

وتابع زيباري:” فريق التفاوض الأمريكي أقوى بكثير وأكثر مهنية من زملائنا في الفريق العراقي، يجب معالجة هذا التفاوت وأن يكون له نفس التكافؤ، وهذه مسألة تفاوضية خطيرة للغاية”.

وسبق انطلاق الحوار زيارة لقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق الأسبوع الماضي، وكشف مسؤول عراقي رفيع المستوى لـ”العين الإخبارية” عن أن “قاآني فرض على الحكومة العراقية أن يكون الانسحاب الأمريكي من العراق أبرز المطالب التي يطرحها الفريق العراقي خلال المفاوضات.

بجانب أن تكون نتائج الحوار الاستراتيجي لصالح حماية أمن إيران، ومصالحها ونفوذها في العراق، وهو ما يظهر الخوف الإيراني من خسارة نفوذها في بغداد، ومن بين الترتيبات أيضا تحديد أنواع الأسلحة التي يمكن للولايات المتحدة ابقائها في قواعدها فيما إذا تقرر الإبقاء على عدد من مستشاريها ومدربيها.

ولفت المسؤول إلى أن من بين هذه الترتيبات أيضاً نوع الأسلحة التي ستزود بها واشنطن العراق مستقبلا، مع تحديد أنواع الطائرات المسيرة الأمريكية “.

وبدأت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، وفي مقدمتها مليشيا كتائب حزب الله العراق بالتهديد والوعيد بالتزامن مع اقترب موعد الحوار.

وطالب القيادي في حزب الله أبو علي العسكري في بيان نشره على “تويتر” باستبدال ٣ أعضاء من الفريق العراقي المفاوض، وأن يتضمن الفريق قياديا من مليشيا الحشد وشخصية عشائرية، فضلا عن إعلامي بصفة مراقب.

إرباك المفاوض العراقي

واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي أعياد طوفان “التهديدات التي تطلقها المليشيات التابعة لإيران، ومطالباتها بوجود قيادي منها ضمن الفريق محاولة لإرباك المفاوضين ، ويظهر خوف إيران من ضياع نفوذها في العراق.

وتابع طوفان “إن المفاوضين الحاليون جميعهم من الشيعة، واختارهم رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الموالي لإيران، وكان من المفروض أن يكون من بينهم شخصيتان، أحدهما عربي سني لأن تواجد الأمريكيين حاليا يتركز في المناطق السنية، والآخر كردي لأن إشراك الطرف الكردي ضروري أيضا، صحيح أن لقمان الفيلي كردي، وهو عضو في الفريق لكنه مقرب من رئيس حزب الدعوة نوري المالكي”.

وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي سيستمر طويلا، ففي الجلسة الأولى سيكون الإتفاق فقط على الأسس والمبادئ التي يعملون عليها.

وأضاف “الحوار الاستراتيجي هو امتداد لصراع المصالح الأمريكية الإيرانية على حساب العراق وشعبه، ومحوره سيكون حول تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بغداد وواشنطن عام ٢٠٠٨”.

وأشارت وثيقة صادرة عن الحكومة العراقية السابقة في مارس/ آذار ٢٠٢٠ إلى أن العراق يحتضن نحو ٩ آلاف جندي من التحالف الدولي يشكل الأمريكيون أكثر من ٦ آلاف جندي منهم.

وتراجع هذا العدد منذ نهاية مارس/آذار حيث عملت الولايات المتحدة على تخفيض عدد قواتها وتقليص قواعدها في العراق، وإعادة التموضع وتركزت تواجدها في قاعدتي عين الأسد في الأنبار غرب العراق وأخرى في محافظة أربيل عاصمة كردستان العراق، لأسباب أمنية وإثر انتشار فيروس كورونا.

مخاوف إيرانية

وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي هشام الهاشمي لـ”العين الإخبارية” أن تكرار تهديدات الفصائل قبيل انطلاق الحوارات التحضيرية بين واشنطن-بغداد، ليست اعتراضا على الحوار، فهذا متفق عليه وعلى مواعيده وقائمة المحاورين في الجولة الأولى، ولكن اعتراضهم يكمن حول أسماء في قائمة المحاورين”.

وشدد الهاشمي على أن “الكاظمي يدرك مدى قلق وحساسية الأحزاب والفصائل الموالية لإيران مـن الاتفاقيـة التـي قد تمكن الولايات المتحدة من تقييد وتحييد نفوذهم، في العراق والمنطقة، لذا تواصل مع قادة الكتل لأحاطتهم بمجريات الحوار، وتقدير الموقف بغية تهدئة قلقهم”.

وأشار إلى أن الجلسات القادمة تحضيرية مرحليـة، وأن بغداد وواشنطن ينظران من نفس المنظار إلى الهدف النهائي المتمثل بمنع انهيار الدولة ومؤسساتها بسبب التداعيات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب وفوضى السلاح، وأزمة كورونا.

وتشهد العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية تدهورا ملحوظا منذ عام ٢٠١٨ بسبب هجمات مليشيات إيران ووكلائها على المصالح الأمريكية في العراق.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في أبريل/ نيسان ٢٠٢٠ أن بلاده اقترحت حوارا استراتيجيا مع الحكومة العراقية، يعقد في يونيو ٢٠٢٠.

وشدد بومبيو، خلال مؤتمر صحفي، على أهمية أن يتعاون البلدان كي لا تذهب الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابي، والجهود لاستقرار البلاد سدى في ظل انتشار وباء كورونا، وتراجع إيرادات النفط.

وأشار إلى أن الحوار المرتقب سيكون أول مراجعة لكافة المواضيع المتعلقة بالعلاقات الأمريكية العراقية.