fbpx
تقرير – “بالأرقام” جرائم مليشيات الحوثي بحق المدنيين بالحديدة في زمن “كورونا”
شارك الخبر

يافع نيوز – الحديدة – خاص.
تزداد الجرائم البشعة لمليشيات الحوثي يوماً بعد آخر بحق المدنيين باليمن، في ظل اقتصاد منهار، وبنية تحتية مدمرة، ونظام رعاية صحية مشلول، وخدمات غائبة، وأطفال على حافة المجاعة وموظفين بدون مرتبات، ووسط ارتفاع معدل البطالة، واتساع رقعة الفقر المدقع، وواقع مأساوي بلغ ذروته ووصل إلى حد لا يطاق، بسبب مسيرة الحوثي واطماع حليفتهم إيران. وتبع تلك المأساة تفشي فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19).
الحديدة واحدة من المحافظات اليمنية التي تغرق بالجريمة الحوثية في زمن “كورونا” رغم تحذيرات “منظمة الصحة العالمية”، حيث ترزح هذه المحافظة تحت آلة القتل والدمار الحوثية، من سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير للمنازل في وضح النهار وعتمة الليل، حتى بات المدنيين فيها أهداف مشروعة في قاموس مسيرة جماعة الحوثي.
*أرقام مخضبة بالدماء*
 لم يكن شهر مارس من العام الجاري سهلاً على سكان الحديدة في ضوء جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي، فقد سقط ( 36) مدنياً بين شهيد وجريح على قارعة الطرقات وفي الأسواق والمنازل ، دون أن تفرق بين طفل وامرأة أو كهل، بالإضافة إلى تشريد مئات العائلات من مساكنها في جرائم وحشية تولى كبرها الجبروت الحوثي.
 وفي شهري أبريل ومايو تم توثيق (46) جريمة حوثية تنوعت بين القتل والإصابة بحق المدنيين، بينها (9) حالات قتل و(37) حالة إصابة، ومن بين الشهداء (امرأة حامل استشهدت مع جنينها)، وبين الجرحى (5 نساء) و (4 أطفال).
 ومن تلك الجرائم سقط (2) من الشهداء بقذائف الهاون و (4) بعمليات قنص و (3) بألغام وعبوات ناسفة، اما الجرحى فمنهم (8) بقذائف الهاون و (12) برصاص قناصة و (13) بانفجار ألغام واجسام متفجرة و (1) بطلق سلاح متوسط و (3) بسلاح م.ط 23.
 تلك هي الحقيقة ثمة أرقام مدونة بدم غزير بل منهمر تشربه الأرض فلا ترتوي، ومشاهد تفطر القلب ولا تنصفها القوانين والأعراف او توصفها الكلمات تضاف إلى سجل جماعة الحوثي الحافل بالجرائم.
*أنين وصراخ وآهات مكلومين تحت الأنقاض*
 هدمّت المساكن والبنية التحتية ولا صوت سوى أنين الأطفال وصراخ النساء وآهات المكلومين تعلو من تحت الأنقاض إلى السماء لإحالة المظلومية وتشكو الجور الذي تعانية.
 فقد الحق القصف الحوثي بما لا يقل عن (12) منزلاً، أضراراً بالغة ودمار واسع وخراب كبير في السطوح والنوافذ والأسوار، ومنها إحراق منزل مواطن نازح في قرية العكش بخط الخوخة حيس وتفجير منزل في قرية الحمينية وتهجير أسرته.
 وتعد هذه الأرقام الموثقة كحد أدنى من آلاف الانتهاكات الحوثية، التي أحرقت الأخضر واليابس في الحديدة، خلال شهري أبريل ومايو، وكان أبرز أهدافها الأحياء والقرى السكنية والنساء والأطفال والمساجد والمصانع والمزارع وأملاك خاصة.
*تجنيد للأطفال وزرع عبوات ناسفة وتهجير للمدنيين*
وقامت المليشيات بتجنيد (12) طفلاً من ابناء المراوعة بواسطة متحوثين وتسليمهم لمدير أمن الحديدة القيادي الحوثي أبو علي الكحلاني تمهيداً للزج بهم في محارق الساحل الغربي.
 كما تم توثيق زرع (4) عبوات ناسفة منها (2) في خط ترابي وحيد بين الخوخة وحيس و(2) إحداهن في خط الجاح والأخرى بالقرب من مخيم غليفقه بمديرية بيت الفقيه، تم نزعهن من الفرق الهندسة التابعة للقوات المشتركة.
 وخلال شهري – أبريل ومايو – عمدت المليشيات على تهجير قسري للمواطنين من منازلهم ومزارعهم غرب حيس، واستبدالها باستحداث مواقع في الممتلكات من خلال نصب مرابض مدافع هاون وبناء متارس ونشر قناصة وحفر خنادق في مناطق بيت بيش وبني قوبع ومثلت العدين من جهة الشمال وفي مناطق الحلة والحمينية وشعب بيت زهير من جهة الغرب.
*ضريبة باهظة يدفعها المدنيين*
بين الإجرام المعلوم وتفاقم المعاناة كل يوم إلى الأسوأ وتردي الأوضاع المعيشية وبين المصير المجهول ضريبة يدفع ثمنها باهظاً من كان موقعة ضمن مناطق سيطرة الحوثيين .
 وبين المعلوم مدنيين منهم من تنتظره قذيفة تهدم منزله ويصبح أشلاء متناثرة وأوصال مقطعة حتى يكادوا جثث لا يُعرف أصحابها في ديارهم، وآخرين يخرجون من منازلهم ولا يعودون مرة اخرى نتيجة انفجار عبوة ناسفة في طريقة أو عملية قنص تسقطه أرضاً أو اختطاف وإخفاء قسري من الحوثيين.
 ومن لم يمُت بسلاح الحوثي أو لم تدفع به المليشيا إلى الجبهات؛ نهبت قوت أسرته باسم المجهود الحربي وتركتهم يموتون تحت وطأة المجاعة، فينهش المرض أجسادهم المنهكة وبين المجهول جموع من العائلات فقدت رزقها وأمنها وتركت ديارها وقراها ومزارعها خلفها، وقصدت النزوح بحثاً عن مكان آمن في المخيمات أو العراء ليصطدموا بحياة قاسية بلا مأكل ولا مياه صالحة للشرب ولا خدمة صحية، لتبدأ معهم مسيرة معاناة لا نهاية لها.
 ورغم أن اليمن أكثر دول العالم ضعفاً في مكافحة وباء عالمي فتاك يهدد المجتمع برمته لعدم وجود أدنى الإمكانيات الصحية، تبقى تلك الشريحة المشردة من مآسي جرائم الحوثيين هي الأكثر ضعفاً في مقاومة الخطر والفريسة السائغة والسهلة للوباء، والبيئة الخصبة لكورونا.
*مفارقات عجيبة*
مفارقات عجيبة تتكشف من بين أوراق الأمم المتحدة، فبينما صنفت اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم وتهدد بتوقف برامجها في إنقاذ الحياة لعدم توفر التمويل المطلوب من الدول المانحة، وبينما حذرت منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية عدة من كابوس حقيقي يضرب اليمن في زمن كورونا لسوء الوضع الغذائي والصحي.
 في المقابل يبقى هناك تملص أممي وصمت عالمي مخزٍ لا يفسر الا بالتواطؤ تجاه جرائم الحوثي في الحديدة التي ترتقي إلى جرائم حرب، فما من مسؤول أممي أدان الجرائم بحق المدنيين أو اعرب عن قلقه، وما من متحدث في العالم ادعى الحزن وطمأن أسر الضحايا بأن الأمم المتحدة على قيد الحياة.
* المركز الإعلامي لألوية العمالقة
أخبار ذات صله