fbpx
الهيئة الإعلامية الجنوبية لمحاربة الفساد (هجمة)

 

عبده النقيب

نظرا للأثار السلبية الخطيرة التي يتركها الفساد ولما تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الاعلامية من دور هام كسلاح ذو حدين اما في تمتين وحدة الصف الجنوبي او في تفتيت اللحمة الجنوبية وضرب مكاسب الثورة واهدار الجهود الوطنية التي يحتاجها شعب الجنوب العربي في معركته المصيرية من اجل التحرر واستعادة دولته المستقلة.

لانشك ابدا في وجود شيوخ للفساد بين اوساطنا وان هناك فئة اجتماعية تتربص وتتحيين الفرص لإشباع رغباتها ونهمها وجشعها وهم عادة من الذين يفتقدون للمشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية فلا يترددوا في الاقدام على جرائمهم في السطو على الممتلكات العامة والخاصة وممارسة الظلم والفساد دون وازع من ضمير يؤنبهم او حياء يمنعهم.

أن الفساد ظاهرة عالمية منتشرة بمستويات مختلفة في كل بلد وهو ملازم لعدد من الأوضاع والأسباب في كل مجتمع على حدة وتأتي الديكتاتورية والتسلط في مقدمتها حيث يتم في ظلها التشريع للفساد وانتشاره بمستويات كبيرة غير قابلة للمواجهة وتمثل اليمن نموذج تاريخي بارز كان الفساد في ظل نظام الديكتاتور السابق هو الدولة وصار علي صالح فعلا رئيس عصابة يسبح بحمده الشعراء والكتاب والأحزاب المعارضة والقادة السياسيين وفقهاء السلطان دون رقيب او حسيب بل ان  من كان يحاسب ويعاقب في ذلك العهد هو من فكر ولو بخجل في الإشارة للفساد والاحتجاج عليه.

ان التركة الثقيلة التي ننوء بها اليوم أكبر من ان نقدر على حملها متفرقين فقد صار الفساد ثقافة مجتمعية وانهارت القيم الإنسانية والأخلاقية بشكل مخيف وما يزيد من صعوبة المواجهة والتصدي لهذه الظاهرة المدمرة هو انفلات النظام وغياب مؤسسات الزجر وانتشار الحروب والصراعات الفئوية وتعدد المراكز وهي أسباب قائمة وحاضرة بقوة في مجتمعنا الجنوبي في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة.

يبدو جليا لنا حضور الآثار السلبية والخطيرة لانتشار وتغول ظاهرة الفساد في غياب الرادع القانوني ودورها في اذكاء الصراعات المجتمعية والمناطقية والفئوية وفي خلق مراكز القوى التي جميعها تؤدي الى نخر النسيج المجتمعي وخلق المعاناة والظلم وفي نفس الوقت الى ازدهار مراكز القوى وشيوع البلطجة والفوضى وفي نهاية المطاف الى تفتيت نسيج المجتمع وتفكيكه واجهاض أي مشاريع وطنية سياسية وتنموية. وتشكل وسائل التواصل الاجتماعي في ظل غياب الدولة مرتع خصيب لنمو وزيادة هذه المخاطر حيث تستغل من قبل الكثيرين اما لخلفيات سياسية او حسابات مناطقية او فئوية او نتيجة للجهل والعفوية في خلق الصراعات واذكائها التي تضر المجتمع ككل ايما ضرر.

لم يعد خافيا كم هو حجم الألم والضرر الذي نعاني منه في مجتمعنا الجنوبي من شيوع هذه الظاهرة الخطيرة وتأثيرها الواسع علينا لذا فإننا جميعا مسئولون ومطالبون للمساهمة في تحشيد كل الجهود والسبل والوسائل للتصدي لها ومواجهتها بجهود مجتمعية تسهم في فضحها وتعريتها والحد من آثارها والاسهام في ممارسة الضغوط على المؤسسات القانونية المنفلتة والهشة ومساندتها في معركتها مع الفساد. لهذا فاني أتقدم بهذه المبادرة لاقتراح تشكيل هيئة إعلامية تمارس نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الاعلامية المختلفة لتجسيد الرؤية والمهام وتحقيق الأهداف المدونة ادناه:

 

أولا:

 التسمية

تشكل هيئة إعلامية خيرية مستقلة عن المكونات والأحزاب السياسية ومراكز القوى ورجال الاعمال والوجاهات الاجتماعية والقبلية من مختلف المناطق الجنوبية ومن العناصر الكفوءة والمشهود لها بالنزاهة والشجاعة تمارس مهامها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعية والوسائط الإعلامية المعروفة تسمى (الهيئة الاعلامية الجنوبية لمحاربة الفساد) مختصرها (هجمة) وهي هيئة غير ربحية تتكون من تسعة افراد من مختلف مناطق الجنوب ويحق لها تشكيل لجان فرعية دائمة او مؤقتة لتنفيذ مهام محددة توكل لها من قبل الهيئة الرئيسة.

ثانيا:

لجنة الامناء

تشكل لجنة أمناء اشرافية من الحكماء بين ثلاثة الى خمسة لفض أي اشكال او نزاع او اختلاف داخل الهيئة الرئيسة تتولى عملية تشكيل وإضافة او عزل أي من أعضاء الهيئة.

ثالثا:

الرؤية

يعد تشكل الهيئة الاعلامية المنضبطة وسيلة فعالة لتنوير وتحشيد الرأي العام الجنوبي في مواجهة انتشار ظاهرة الفساد والمفسدين والحد من اثارها السلبية المدمرة وفضح أي أطراف سياسية او مناطقية او قبلية او فئوية او فردية تحاول استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لشق وحدة الصف الجنوبي أو استهداف اشخاص او مناطق او جماعات وتعمل على تكوين رأي عام جنوبي قوي كوسيلة للضغط على المؤسسات الأمنية والقضائية لمكافحة الفساد وتعرية الجهات والأشخاص الذين يحمون الفساد والمفسدين تعتمد الهيئة في عملها مبدأي الشفاهية والمسئولية القانونية الكاملتين.

رابعا:

المهام

1- استلام الشكاوى والبلاغات ورصد ظواهر الفساد والبلطجة والممارسات الغير قانونية التي تستهدف الممتلكات العامة والخاصة.

2- الاستعانة وتكليف من تراه مناسبا للقيام بجمع الأدلة والقرائن في أي قضية

3- التحري والاستقصاء والبحث في أي بلاغات او ملاحظات لجمع الأدلة والقرائن.

4- التواصل مع الجهات ذات العلاقة بأي ممارسات او شبهات والتحقق من أي شبهات او معلومات وردت حولها.

5- التواصل مع الجهات الأمنية والقانونية لإجراء البحث والاستقصاء الصحفي والمعلوماتي والابلاغ عن أي معلومات بهذا الخصوص.

6- استكمال كافة الأدلة والقرائن والتحقيقات حول أي معلومة تورد الى الهيئة والتأكد منها وعدم نشر أي معلومات لا تستند على ادلة موثقة يمكن ان تسأل عليها قانونيا.

7- نشر كافة المعلومات للرأي العام من خلال صفحات الهيئة على وسائل التواصل الاجتماعي والصحف واي وسيلة إعلامية على ان تكون صفحات الهيئة هي المصدر الأساس لهذه المنشورات.

8- التواصل مع الجهات الحقوقية والإعلامية والقضائية داخليا وخارجيا وتسجيل بلاغات رسمية لديها.

9- التصدي لأي محاولات غير قانونية باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الاعلامية الأخرى وفضح مراميها ومخاطرها.

10- اجراء النقاشات التوعوية وعقد الندوات والفعاليات المجتمعية واعداد البحوث العلمية

11- توثيق أنشطة الهيئة وتحقيقاتها واعداد نشرة دورية توعوية.

ختاما:

تستعين الهيئة بذوي الاختصاص في اعداد لائحة داخلية تنظم عملها وفقا للقوانين واللوائح المنظمة للأنشطة الخيرية والتطوعية.

تحدد الموارد المالية والعينية التي تحصلها على ان تكون جميعها غير مشروطة ولا تؤثر على عمل وآدا الهيئة.

والله الموفق

عبده النقيب

الرابع من يونيو 2020