fbpx
معركة شقرة .. هل هي جنوبية جنوبية

أحمد سعيد كرامة

الاختلاف بالرأي أو بالمواقف والتي قد تصل إلى الاقتتال بين الأشقاء تعتبر ظاهرة طبيعية من ظواهر هذا الكون ، وما قصة هابيل وقابيل بالقران الكريم إلا عبرة لنا ولغيرنا ، لم يتفق أو يجتمع البشر بغالبيتهم مع الانبياء والرسل والصالحين إلا قلة قليلة منهم ، القفز على الواقع والركض خلف الوهم دائما ما تكون عواقبه وخيمة ومدمرة .

الحرب في شقرة هي جنوبية جنوبية ، بين من يبحث عن وطن بغض النظر عن بعض التجاوزات ، وبين فريق إرتزاقي حاقد وجاحد يلبس ثوب الشرعية المهترئة ليوهم نفسه والآخرين بمشروعية حمل السلاح ضد شعبه وأرضه .

لن تتواجد أي قوات شمالية في بعض الأراضي الجنوبية لولا الحاضنة الجنوبية التي وفرت لها تلك البيئة الخصبة لتواجدهم بين ظهرانينا ، سذاجة بعض من كبرائنا وهفواتهم الكارثية من أوصلتنا إلى هذا الوضع المتردي المزري المأساوي الذي مزق جزء من النسيج الاجتماعي في بعض من أبين وشبوة والمهرة وسقطرى .

بشتى الوسائل و الطرق يريد الرئيس هادي الذي وجه بقتالنا أن تكون الحرب جنوبية جنوبية للقضاء على القضية الجنوبية بإسم أن الانتقالي لا يمثل كل الجنوب ، إلى البسوس الميسري والجبواني ، إلى عتيق شبوة ولعكب بيحان وصبيحي مودية وغيرهم من الجنوبيين المارقين عن الإجماع الجنوبي ، إلى أمراض الإعلام المزمنة بثوب المناطقية ، ستفشلون وسيكتب عنكم التأريخ بأنكم عبارة عن طابور خامس يخدم الأعداء فقط لا غير ، كل أولئك يتفاخرون بجنوبيتهم لضرب الجنوب وشعبه وقادته من أجل أسيادهم الجدد من آل بيت باب اليمن .

البعض من كبرائنا لم ولن يكونوا رجال دولة بسبب ترددهم وضعفهم الواضح الفاضح بإصدار قرارات مصيرية بأوقات عصيبة وحساسة جدا ، وأدى ذلك إلى تعاظم نفوذ الطابور الخامس ، إعادة بناء الدولة الجنوبية يحتاج لإرادة صلبة وإدارة شجاعة وحكيمة لا تحركها العواطف والمشاعر ولا تلتفت للوراء ، أما الإرادة المهزوزة والضعيفة ، فهي تنتج إدارة رخوة تكون سببا رئيسيا بضياع الأوطان والشعوب .

بن معيلي مع مجاميعه القليلة كان تواجده بشقرة لهدف دنبوعي وشمالي وسعودي ، معيلي بالنسبة لهم يمثل رمزا للوحدة اليمنية والجيش الوطني فقط لا غير ، هي حرب جنوبية جنوبية حتى اللحظة ، ولا يجب أن ننكر أن هناك جنوبيون أشد بلاء وفتكا من الشماليين أنفسهم ، وبالتالي لا تصالح ولا تسامح مع تلك الفئات المارقة التي لن يرى الجنوب و الجنوبيين الأمن والاستقرار والتنمية في ظل تواجدهم بيننا ، ولا أقصد هنا بضعاف النفوس من المغرر بهم من الجنود ، بل بمن يتزعمون تلك المجاميع ويحيكون المؤامرات والدسائس ليلا ونهارا .

ومع إشتداد المعارك في شقرة بين فرقاء اليوم وترجيح إنتصار قوات المجلس الانتقالي ، سيتم الزج بقوات شمالية إضافية في قادم الأيام لكي لا تنهار قوات الشرعية وتهزم هزيمة ساحقة قد تنهيها إلى الأبد ، هي معركة تقرير المصير والبقاء بالنسبة للقوات المسلحة الجنوبية ، فسقوط عدن هو سقوط الجنوب ومشروعه الوطني ، ولهذا سيزج الانتقالي بكل ما يملك من قوات وعتاد من أجل السيطرة على أبين والانقضاض على شبوة لاحقا ، دخول القوات الشمالية في خط معركة شقرة سيوحد الصف الجنوبي في مواجهة التحديات والمؤامرات التي يحيكها رئيس الشؤم والدسائس ، وسيضعف حاضنة القوات الشمالية .

في الشمال الحرب شمالية شمالية بإمتياز رغم تواجد القوات الجنوبية المناصرة ، ولم تشكل تلك المواجهات الشمالية شمالية الدموية أي فوبيا مناطقية أو مزقت النسيج الاجتماعي الممزق منذ عقود من الزمن ، يجب الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بوحدة الصف الجنوبي حتى لو كانوا أقرب الناس إلينا .

هناك في أبين وشبوة والمهرة وسقطرى وحضرموت ولحج والضالع ويافع وعدن الصالح والطالح ، وإذا كنا ننشد دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية علينا التخلص من أولئك السرطان الخبيث لكي نحافظ على بقية أجزاء الجسد ، لا مكان بيننا للمفسدين والانتهازيين ونافخي كير المناطقية والشللية العفنة .