fbpx
هل انتهى دور الرئيس هادي؟؟

د. عيدروس نصر

خبرٌ عميق المدلول واضح المفردات نشره أحد المواقع الإلكترونية اليمنية المملوكة لبعض أجنحة الشرعية يفيد بعقد اجتماع برئاسة الجنرال علي محسن “لتشكيل مجلس رئاسي ومناقشة ما بعد هادي ” والعنوان وحده يكفي لإثارة مئات الأسئلة المهمة والمصيرية لكن التفاصيل بقدرما تحمل من مضامين هامة فإنها تحتوي على أسئلة أهم وأكبر مما يحمله العنوان.

لا أحد يتمنى للرئيس هادي إلا كل خير فهو ما يزال محل احترام الكثيرين في الجنوب على وجه الخصوص، بما في ذلك بعض من تعرضوا للأذى على أيدي بعض المحسوبين عليه، لكن الرئيس أطال الله في عمره، هو في الأول والأخير إنسان مثل سائر البشر تنطبق عليه احتماليات الصحة والمرض والنجاح والفشل والحياة والموت.

بعض المتشائمين يتوقعون أن ما يجري هو انقلاب ناعم وصامت على الرئيس هادي ويستدلون بتغييب الجنوبيين من المشاركة في الاجتماع الذي تعرض له الموقع المذكور.

الرئيس هادي هو الشرعي الوحيد في كل مكونات المؤسسة الرسمية اليمنية فهو (ومعه مجلس النواب الذي أمضى ثلاثة أضعاف فترته القانونية)، الرئيس المنتخب رغم انتهاء فترة رئاسته في ظروف الحرب و الانقلاب، ولو تعرض (لا سمح الله) لأي مكروه أو صحت توقعات الانقلاب عليه، فإن المؤسسة الرسمية اليمنية ستدخل في مأزق لا مخرج منه إلا بتطبيق النص الدستوري الذي يقضي بتولي نائب الرئيس مهمات رئيس الجمهورية لمدة ستين يوماً تتم خلالها الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما لا تتوفر له أية ظروف لا في الشمال حيث الانقلاب والحرب، ولا في الجنوب حيث حرب الخدمات والمواجهة المباشرة بين الشعب الجنوبي وخاطفي الشرعية، وحيثما لم يتبقَّ للشرعية سوى الرئيس هادي الذي بغيابه لأي سبب سيكون على (الشرعيين الجنوبيين) إدارك أن مكانتهم لم تعد هناك عند العتاة والمغتصبين وأن موقعهم الطبيعي هو بين أهلهم وعلى أرضهم، وأنهم سيكونون شركاء فاعلين في مشروع عظيم سيمنحهم وبالقانون أضعاف أضعاف الفتات الذي يتصدق به عليهم لصوص (الشرعية) وخاطفوها.

الموقع الذي نشر الخبر يموله بعض المهمينين على (الشرعية) ويمكن للقارئ أن يلاحظ أنه تعمد عنونة الخبر على النحو التالي :”الجنرال يترأس اجتماعاً . . . .إلخ” ولم يقل نائب رئيس الجمهورية يترأس اجتماعاً، كما يمكن ملاحظة أن كل الأسماء التي أشار إليها الخبر ممن شاركوا في الاجتماع، هم من الإخوة ذوي الأصول الشمالية وليس بينهم جنوبيٌ واحدٌ، وثالثا اختتم الخبر بالإشارة إلى أنه سيتم استبدال السفراء، مشيراً على وجه الخصوص إلى ثلاثة سفراء ذوي إصول جنوبية، وهذه الملاحظات ستطرح الكثير من التساؤلات عما ورائها من دلالات.

سينبري أحدهم ليقول “نحن شعب واحد ولا فرق بين شمال وجنوب”وهو واحدٌ من الشعارات المستهلكة التي لم يعد يستصيغها حتى القائلين بها كالقول  بأن “القتل والنهب في الشمال مثل القتل والنهب في الجنوب” أو “الظلم ليس حصرا على الجنوب فكل البلاد مظلومة” وغيرها من الحجج التي يتباهون بنجاحهم فيها،والتي أثبتت الأيام أنها لا ترفع ظلما عن مظلومٍ ولا تعيد حقاً إلى صاحبه ولا تردع باغياً عن بغيه، وإنما تؤبد الباطل وتخلد الظلم وتطيل من أعمار الطغاة.

وأخيرا لم يتعرض المشاركون في الاجتماع لا من قريب ولا حتى من بعيد لاتفاق الرياض، وهم يتحدثون عن تشكيل حكومة جديدة، وهو ما يحمل الكثير من الدلالات في ما يتعلق بثنائية الشمال والجنوب وعن التوجهات الرسمية لتوجيه دفة العبث والتأزيم في مرحلة “ما بعد هادي”