fbpx
مطالبات تتزايد بحظر كامل لـ”الإخوان” في ألمانيا
شارك الخبر

يافع نيوز – العين

قال الخبير الألماني الأبرز في علوم الأديان والتنظيمات المتطرفة، ألكسندر جورلاخ، إن أزمة فيروس كورونا تخلق “ظروفا مثالية” للمتطرفين لتجنيد أتباع جدد في الدول الإسلامية والأوروبية.

وطالب جورلاخ، في مقال نشرته النسخة الألمانية لإذاعة “دويتشه فيله”، حكومة بلاده بحظر التنظيمات العاملة على أراضيها، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية.

وتملك الإخوان الإرهابية وجودا في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد. وتخضع هيئة حماية الدستور مؤسسات الإخوان وقياداتها في ألمانيا لرقابتها، وتصنفها بأنها تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.

وأضاف جورلاخ أن “مصدرًا آخر للقلق يتخفى وراء ستار أزمة كورونا المستجد، وهو استغلال المتطرفين للوضع الراهن، وحالة عدم اليقين التي تسود العالم، ومكوث الملايين في المنازل دون منفذ على العالم سوى الإنترنت، والصعوبات المالية التي تواجههم خاصة من الشباب، لتجنيد أتباع وإرهابيين جدد”.

وأشار إلى أن “تنظيمات مثل الإخوان توفر البيئة الروحية لأنشطة التجنيد، عبر اعتبار الوباء عقابا من الله لدول الغرب في البداية، وعندما انتشر في الدول الإسلامية، تحولوا لاعتباره عقابا من الله بسبب ترك المؤمنين للعبادات ونقص الإيمان”.

وأوضح أن “المتطرفين أمثال الإخوان لا يستغلون الوضع الراهن لتحقيق أهدافهم فقط، بل يشاركهم اليمين المتطرف أيضا الذي يعمل على ضم أتباع جدد عبر الترويج لنظريات المؤامرة”.

ومضى قائلا: “لكن الإخوان واليمين المتطرف يتحركان من نقطة مشتركة؛ هي استغلال حاجة الناس في ظل الظروف الصعبة الراهنة لتجنيد أكبر عدد منهم، وليس سرا أن الفقر والحاجة في بعض الدول تدفع الناس دفعا لأحضانهم”.

ولفت إلى أن “عددا من الحكومات حول العالم ضعيفة ولا تملك بنية تحتية يمكنها العناية بالمتضررين من فيروس كورونا، وهذا يثير قلقا بالغا من قدرة المتطرفين على استغلال الوضع والسيطرة على عقول قطاعات كبيرة من الناس يضربها الخوف والفقر وضعف الإمكانات الصحية”.

وأوضح أن “هذا يؤثر أيضا على أوروبا، ليس فقط لأن الجاليات الإسلامية مرتبطة بالدول التي تعاني نفوذا متزايدا للمتطرفين، لكن غالبا أيضا ما تكون التنظيمات المتطرفة في القارة الأوروبية معتمدة ماليا على أشخاص ودول ومنظمات في الشرق الأوسط، ما يجعل هذه التنظيمات تتحرك وفق أجندات وأهداف محددة”.

وذكر الخبير الألماني: “على سبيل المثال، تعمل جماعة الإخوان على تشوية سمعة الحكومة في مصر على الإنترنت، وتنشر أخبارا وقصصا مزيفة”.

وتابع: “في ألمانيا، أيضا، تعمل الإخوان حاليا على ترسيخ وجودها في ولايات ألمانيا الشرقية، وتشتري أراضي جديدة وتبني مؤسسات ومساجد”.

ونبه إلى أن “الإخوان وغيرها من التنظميات المتطرفة في ألمانيا لا تمثل مجتمعة سوى 20% من المسلمين المقيمين في الأراضي الألمانية، إلا أنها تدعي أنها تمثلهم كلهم، بل تمثل الإسلام الحقيقي”، متابعا: “تحاول هذه التنظيمات فرض نفسها كوصي على المسلمين وعلى عملية اندماجهم في المجتمع الألماني”.

وأضاف: “رغم أن ألمانيا توجه مواردها حاليا نحو شيء آخر، وهو فيروس كورونا المستجد، أوصي بوضع التنظيمات المتطرفة تحت رقابة قوية من أجهزة الأمن، وحظرها بشكل كامل في البلاد خاصة جماعة الإخوان”.

واستطرد قائلا: “بعدها يقع على عاتق الساسة في ألمانيا العمل على استيعاب ملايين المسلمين (5 ملايين) في البلاد وإدماجهم في المجتمع لمنع تنظيمات مثل الإخوان من استغلال الظروف الحالية لتحقيق أهدافها الخاصة”، مضيفا “حان الوقت لتوحيد المجتمع، وقطع الطريق على أي محاولات لتقسيمه”

ويعد ألكسندر جورلاخ أبرز باحث ألماني متخصص في شؤون التنظيمات المتطرفة، ويملك مسيرة مهنية كبيرة، حيث إنه حاصل على الدكتوراه في علم الأديان، وزميل في معهد كارنيجي، وباحث مشارك في معهد الدين والدراسات الدولية في جامعة كامبريدج البريطانية، وكان باحثا في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة في الفترة بين 2014 و2017.

وسوم