وبعد أكثر من شهر من ظهور دونالد ترامب في الإحاطة الصحفية بصور شبه يومية للكشف عن التطورات بشأن فيروس كورونا الجديد، في البيت الأبيض، غاب الرئيس يوم السبت وظل خلف الأبواب بعد أن حذر المستشارون من أن ظهوره يضر بحملته.

وأشار ترامب نفسه إلى غيابه عندما كتب مغردا على حسابه في موقع تويتر عندما كان عادة يتولى التحدث للصحفيين، مساء السبت، قائلا إن الإحاطات “لا تستحق الوقت والجهد”.

وكتب يقول: “ما الغرض من عقد مؤتمرات أخبار البيت الأبيض عندما لا تطرح (وسائل الإعلام المناهضة) سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة.. إنهم يحصلون على تقييمات قياسية، والشعب الأميركي لا يحصل على شيء سوى الأخبار المزيفة. لا تستحق الوقت والجهد!”.

وفي الأسابيع الأخيرة، استخدم ترامب الإحاطات لتقديم “نصائح طبية غير مثبتة علميا”، مشيرا إلى أن أشياء مثل ضوء الشمس وأدوية مكافحة الملاريا باعتبارها علاجات لفيروس كورونا المسبب لمرض “كوفيد-19”.

ويوم الجمعة، فاجأ ترامب المراقبين بعدم تقبّل أي أسئلة والخروج من الغرفة بعد إحاطة قصيرة بشكل غير عادي لمدة 22 دقيقة فقط، واعتبر البعض هذه الخطوة اعترافا من ترامب نفسه بأنه ربما ذهب بعيدا في “نصائحه الطبية غير الصحيحة”، عندما قال في اليوم السابق (الخميس) إنه يمكن استخدام المواد المطهرة كعلاج لكوفيد-19، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.

وأثارت هذه التعليقات الصدمة والسخرية، وتحذيرات من خبراء الرعاية الصحية، ودفعت ترامب إلى محاولة التخفيف من تصريحاته، عندما قال في وقت لاحق إنه أدلى بهذه التصريحات على سبيل السخرية، على الرغم من تسجيل فيديو يثبت أنه لم يفعل ذلك.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مستشارين مقربين من الرئيس نصحوه بالتوقف عن الظهور في جلسات الإحاطة ما لم تكن هناك حاجة إلى إصدار إعلانات خاصة.

وقال أحد المستشارين لموقع “أكسيوس” الإخباري “أخبرته أنها لا تساعده.. كبار السن خائفون. ومشهد قتاله مع الصحافة ليس ما يريد الناس رؤيته”.

وذكر المستشار السياسي سام نونبرغ، الذي عمل لفترة وجيزة في حملة ترامب عام 2016، لموقع “بوليتيكو” إن ترامب “سيرغب في جذب اهتمام وسائل الإعلام والتحكم في رسالته.. هو الشخص الوحيد الذي يعتقد أنه قادر على أداء رسالته بشكل أفضل، وهذا هو الواقع فقط. هكذا يعمل”.