fbpx
تمديد التحالف العربي لوقف إطلاق النار في اليمن يحرج الحوثيين
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

قرّر تحالف دعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، الجمعة، تمديد وقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد لمدة شهر، في خطوة تحرج على نحو خاص المتمرّدين الحوثيين المتردّدين إزاء مبادرة التحالف، خصوصا وقد أصبحت التهدئة وإفساح المجال لجهود السلام مطلبا دوليا وأمميا ملحّا في ظل الأوضاع بالغة الصعوبة التي يمرّ بها اليمن وبالنظر إلى الأخطار التي تهدّده بفعل انتشار وباء كورونا في المنطقة والعالم.

وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إنّ قيادة الأخير قرّرت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.

وكان التحالف أعلن قبل أسبوعين هدنة من جانب واحد انتهت مساء الخميس. وخلال هذه الفترة استمرّت المعارك بين المتمردين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا، بينما اتّهم الحوثيون التحالف بشنّ العشرات من الغارات الجوية على مناطق متفرّقة من اليمن.

وبمناسبة حلول شهر رمضان جدّد غريفيث دعوته لأطراف النزاع إلى إلقاء السلاح وإطلاق سراح المحتجزين. وقال في رسالة وجهها إلى الشعب اليمني وأطراف النزاع “أرجو أن يأتي شهر رمضان الكريم بمنح السلام والتصالح والفرحة، وآمل أن ترتفع أصواتكم (اليمنيين) مدوِّية أكثر فأكثر منادية بالسلام، ومطالبة بحقكم في مستقبل أفضل”.والأسبوع الماضي، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطة لمجلس الأمن الدولي تحقيق تقدم كبير نحو وقف إطلاق نار عام في البلاد، لكنه حذّر من تواصل المعارك.

وأضاف متوجّها للمسؤولين في المعسكرين المتصارعين “ليكن هذا الشهر العظيم مصدر إلهام لكم لإنهاء معاناة شعبكم.. ألقوا سلاحكم. أطلقوا سراح كل من سلبه النزاع الحرّية. افتحوا الممرات الإنسانية”، مؤكّدا رجاءه “ليكن شغلكم الشاغل تنسيق الجهود لمساعدة بلادكم في مواجهة تفشي كورونا وغيرها من الاحتياجات الطارئة”.

وانتهى الخميس أجل وقف إطلاق النار الذي أعلنه في الثامن من أبريل الجاري التحالف بقيادة السعودية لمدة أسبوعين دون أن يفضي إلى هدنة حقيقية على الأرض.

وجاء أحدث مسعى لإحلال السلام في اليمن في أعقاب دعوة أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى وقف إطلاق النار عالميا حتى يتسنى للعالم التركيز على مكافحة وباء كورونا الذي تخشى وكالات الإغاثة الدولية أن يتسبب في كارثة في اليمن بعد سنوات الحرب الخمس.

غير أن حركة الحوثي الموالية لإيران لم تقبل إعلان وقف إطلاق النار واستمر العنف في عدة محافظات من بينها مأرب معقل الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.

وتوقّع دبلوماسي غربي مقيم بالسعودية نقلت عنه وكالة رويترز أن يقوم الحوثيون بشن هجوم على مدينة مأرب في وقت قريب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، معتبرا أنّ ذلك سيكون حلقة كارثية أخرى في الحرب الدائرة باليمن.

وبينما يبدو ارتباط الحوثيين الشديد بإيران عائقا كبيرا أمام إنهاء الحرب في اليمن باعتبار أنّ السلام في البلد لا يخدم مصلحة طهران إذ يمثّل تخفيفا للضغط على غريمتها الكبرى في المنطقة المملكة العربية السعودية، يبدو موقف الأخيرة من جهود السلام في اليمن أكثر إيجابية، حيث استأنفت محادثات غير مباشرة مع الحوثيين.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة على تلك المحادثات أن الحوثيين يريدون رفع الحصار الجوي والبحري قبل الشروع في عملية سلام.

ويؤكّد ذلك فحوى وثيقة نشرها الحوثيون تحت عنوان “مقترح وثيقة الحل الشامل لإنهاء الحرب على الجمهورية اليمنية”، وتُلخّص تصوّر المتمرّدين لأسس إطلاق عملية سلام في اليمن.

وجاءت الوثيقة مخيّبة لآمال دعاة السلام في اليمن كونها لم تتضمّن سوى قائمة طويلة لمطالب واشتراطات الحوثيين أغلبها تعجيزي وغير قابل للتنفيذ على أرض الواقع، حيث وضع الحوثيون العبء الكامل لإنهاء الحرب ومعالجة انهيار الاقتصاد اليمني على عاتق التحالف بقيادة السعودية.

وفي المقابل يظهر مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن تفاؤلا بإمكانية إنهاء الحرب وبسط السلام. وقال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه يتوقع أن يتبنى الطرفان المتحاربان رسميا في المستقبل القريب اتفاقات تنص على وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد وإجراءات اقتصادية وإنسانية واستئناف المحادثات السياسية. لكن محمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين قال إنّ “المبعوث الأممي يحيلنا إلى مقترحين تجاهلا الحصار والقضايا الأساسية”، متهما إياه باستخدام “تعابير مطاطة لا تعطي أي التزام”.

ولم يَبْدُ خلال الفترة الأولى من وقف إطلاق النار التي انتهت الخميس أثر يذكر على المعارك التي تواصلت وأحدثت تغييرات جزئية في واقع السيطرة الميدانية.

وتمكّن الجيش التابع للشرعية اليمنية، الجمعة، من السيطرة على مواقع هامة في مديرية مكيراس، جنوبي محافظة البيضاء وسط البلاد، بعد معارك مع الحوثيين. وجاء ذلك غداة إعلان الجيش اليمني سيطرته على معسكر طارق في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء.