fbpx
مارتن غريفثس: نظامُ الرعاية الصحية اليمني على حافة الانهيار
شارك الخبر
 

يافع نيوز – خاص

قال المبعوث الدولي الى اليمن مارتن عريفتس ان  نظامُ الرعاية الصحية اليمني على حافة الانهيار .

وقال ان قرابة نصف مرافق الرعاية الصحية توقفت عن العمل؛ ويفتقر ما يقرب من 20 مليون يمني إلى الخدمات الصحية الأساسية؛ ولم يَعُد في مقدور العاملين في مجال الرعاية الصحية في مناطق واسعة من البلاد الحصول على رواتبهم .

جاء ذلك في مقال نشره تقرير مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان ” اليمن وعاصفة كورونا في الأفق ”

” يافع نيوز ” ينشر نص المقال :

وضعت جائحةُ فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 آليات التعاون الدولي محلَّ اختبار شديد. وإنْ كان من شيءٍ يمكنُ لهذا الاضطراب أن يُذَكِّرَنا به فسيكونُ حقيقةَ أن هناك ما يربط بين جميع الأشخاص في العالم؛ ففيروس مثل كورونا لا تُوقفه الحدود أو خطوط النزاع، وقد أثَّر – بطريقة أو بأخرى – في كل إنسان على هذا الكوكب، في مشهدٍ يثبت أن قوةُ العالم على قدر قوة أضعفِ من فيه.

ويمكنني القولُ: إن البلدانَ التي ابتُليت بالصراعات، هي الأشدُّ هشاشة في العالم الآن. ولنأخذ اليمن مثالاً على ذلك؛ فمعَ دخول النزاع عامَه السادسَ، أصبح نظامُ الرعاية الصحية اليمني على حافة الانهيار، فقد توقَّف قرابة نصف مرافق الرعاية الصحية عن العمل؛ ويفتقر ما يقرب من 20 مليون يمني إلى الخدمات الصحية الأساسية؛ ولم يَعُد في مقدور العاملين في مجال الرعاية الصحية في مناطق واسعة من البلاد الحصول على رواتبهم. وفي الوقت الذي أكتب فيه هذه الكلمات، ظهرت حالةُ إصابة مُؤكَّدة بفيروس كورونا في اليمن. وقد علَّمتنا الدروسُ المستقاةُ من جميع أنحاء العالم مدى تشابُك مصائرنا، فعلى المجتمع الدولي التدخل ومساعدة اليمن على الاستعداد لمواجهة المرض. وقد تعهَّدت المملكةُ العربية السعودية بالفعل بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض، وإني لآمل أن تحذوَ حذوَها دولٌ وكيانات أخرى كثيرة.

إن الأممَ المتحدة والمجتمع الإنساني يبذلون قُصارى جهدهم للاستعداد للعاصفة التي تلوح في الأفق. أعلم أن السلطاتِ الصحيةَ اليمنية تحاول أيضاً أن تبذلَ ما في وسعها من جهد للحد من انتشار الفيروس، لكنَّ الحقيقة، هي أنه من غير الواقعي توقُّع أي احتواء ذي بالٍ للمرض في خضم حرب مستعرة.

لقد دعا الأمينُ العام للأمم المتحدة الأطرافَ المتحاربة في اليمن إلى إنهاء الأعمال العدائية؛ لإفساح المجال لجهود محاربة الجائحة. وقد قُوبلت هذه الدعوة بترحيب واسع من اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، كما تلقَّت جميعُ الأطراف دعوتَه بالقبول العلني؛ لذا فقد آن الأوانُ لتحويل الأقوال إلى أفعال. في 9 أبريل، أعلن «التحالف العربي» وقفَ إطلاق النار من جانب واحد لمدة أسبوعين لدعم مبادرتي لإنهاء هذه الحرب بشكل شامل. وأنا في غاية الامتنان لذلك، ونحن نعملُ الآن بهمَّة عالية لكسب توافُق أطراف النزاع على: وقف إطلاق نارٍ دائم وشامل في جميع أنحاء البلاد؛ ومجموعة من الإجراءات الاقتصادية والإنسانية التي من شأنها أن تُخفِّفَ من معاناة الشعب اليمني، وتبني جسورَ الثقة بين مختلف الأطراف؛ والاستئناف العاجل للعملية السياسية.

هذه اللحظةُ ليست اختباراً لقيادات الأطراف المشاركة في الصراع فحسب؛ بل هي أيضاً اختبارٌ لعقلانيتهم وإنسانيتهم. ومن بين التدابير التي اقترحتُها على الأطراف: الدعوة إلى الإفراج العاجل عن المسجونين على خلفية النزاع؛ وتخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة من أجل الحصول على الإمدادات الطبية والتجارية التي أصبحت البلاد في أمس الحاجة إليها؛ ودفع الرواتب؛ وفتح الطرق الرئيسية، وهي الإجراءات التي من شأنها مدُّ جسور التعاون بين الأطراف لتنسيق المواجهة الفعالة لفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.
إن التهديدَ الذي تلوح بوادره أشدُّ خطورةً من أن يتم تسييسه، وقد حان وقتُ العمل. ويقع على عاتق أطراف النزاع في اليمن مسؤوليةٌ تجاهَ شعبهم لوقف القتال والتركيز على هذه الكارثة في الحال. ويتحمَّل العالمُ أيضاً مسؤوليةَ التعلُّم من الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19، وإدراك أن سلامتنا جميعاً ستعتمد على كيفية تعامل دُولنا الأكثر هشاشة مع الأزمة.

(المقال عن تقرير مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية)

أخبار ذات صله