fbpx
السلام، السلام، ولوبشق كلمة
شارك الخبر

عبدالحكيم الحسني

التقطوا فرص السلام و لو بشق كلمة. اجنحوا للسلام فهو أمان ورحمة للنفوس وطريق آمن لحياة مستقرة نتعايش فيها.أوقفوا نزيف الدم المسفوك بينكم وقولوا كفى.

أوقفوا عبث المتهورين و مصاصي الدماء الذين يقتاتون وتمتلئ بطونهم و أرصدتهم بمزيد من الدمار لهذا الشعب، تجار الحروب الراقصين على الآمنا وجراحتنا.

أمَا اكتفيتم من الجولات و المصارعات والمراهنات على حلبة الشعب الموجوع بسببكم.

قلناها في يناير٢٠١٨م وفي أغسطس ٢٠١٩م وسنقولها اليوم، الحرب لا يمكن أن تكون حلاً لمشاكلنا وخلافاتنا السياسية.

أنا مع استعادة الدولة في الجنوب، ولكن أعلم علماً أكيداً أن الجنوب لن يعود بأفواه البنادق والمدافع بل سيعود بعمل سياسي يمثله كل الطيف الجنوبي.

الحرب معناها دماء وقتلى ودمار وكارثة جديدة ونحن لم نصح بعدُ من كوارثنا السابقة.

ونقول للأخوة في التحالف العربي ونخص به الشقيقة الكبرى( السعودية)عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم تجاه هذا الاحتقان وهذا التحشيد ففرص السلام بيدكم وأنتم من سيزرعها إذا أردتم، و أنتم من صنع اتفاقية الرياض بحروزها وشفراتها وغموضها وبحرها وسهلها، و أنتم اليوم الحاكم الفعلي، فلا داعي في مثل هذا الحال المحتقن للعبارات الفضفاضة فمن يحشد يتزود من خزائنكم، ولذلك عليكم المسؤولية القانونية و الأخلاقية في فك الاحتقانات وفض الاشتباكات وتنفيذ اتفاقية الرياض.

و أقول لأهلي وعزوتي من عقلاء شبوة و أبين ويافع والضالع وردفان وعدن خذوا زمام المبادرة وتواصلوا فيما بينكم، لا تجعلوا السياسة تدمر حياتكم ونسيجكم و أخوتكم والتعايش فيما بينكم، حافظوا على أبناءكم.
فقد علمتنا الحروب بين الأخوة أنْ لا منتصر فيها، بل الكل مهزوم.

دعونا نحافظ على ما تبقى من نسيجنا الأخوي ولا تُنصتوا للمهرجين والمناطقيين و المحرضين للصدام والعنف فهؤلاء إما أنهم لم يذوقوا مرارة الحروب وفقدَ الأحبة، و إما حمقىٰ قد غطىٰ الحقدُ قلوبهم فهؤلاء يعانون من اضطراب نفسي و بحاجة للعلاج.

أقول هذا و أنا واحد ممن تجرع ألم هذه الحروب وفقدَ فيها أعزَّ الرجال من أسرته فلا مزايدة علينا.

الشكر كل الشكر للجنة الوساطة بين الطرفين ويجب أن يقف كل العقلاء خلفهم.

اللهم اجمع شملنا و ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا.

كتبه/ حكيم الحسني
٢٠٢٠/٤/٢٠

أخبار ذات صله