fbpx
ليست مؤبوءة كي تُعزل!

 

 

لا شك ان جائحة وباء فيروس كورونا هي مشكلة العصر الطارئة التي صارت أكبر كارثة تعاني منها الإنسانية جمعا، وبسبب هذه الجائحة صارت اغلب دول العالم تخوض حروب حقيقية مع هذا الوباء الفتاك، وقامت حكومات العالم بأتخاذ اجراءات وقرارات مدروسة كي تحد من انتشار الوباء وتخرج منه بأقل ضرر وأقل تكلفة، ومن ابسط بديهيات الإجراءات التي تتخذها دول العالم ان تقوم بإعلان حالة طوارئ، وتسارع الى عزل أحياء المدن المؤبوءة عن بعضها اولاً، ومحاصرة الاحياء، التي ظهر فيها، وفي حال انتشر أكثر في بقية إحياء المدينة، تقوم السلطات بعزل المدينة، ومحاصرتها والعمل بما يقتضي من احتياطات ومعالجات حتى لا ينتشر في مدن ومناطق أخرى ويصعب السيطرة عليه.

ومسألة عزل مناطق او مدن او محافظات قرار غير عادي، تتخذه الجهات المختصة التي تعلم بدراسة وعناية كيفية محاصرة الوباء في مكان اكتشافه، وفي بلادنا اليوم وبعد أن تم الكشف على أول حالة مصابة بفيروس كورونا في مدينة الشحر في محافظة حضرموت، ليس بالضرورة فرض عزل تام على المحافظات وعزلها عن بعضها، على الرغم انها خالية من إصابات بالفيروس الفتاك، كما يحصل اليوم ونقرأ عن قرارات ارتجالية تصدر من هنا وهناك، فالأجداء ان يتم عزل مدينة الشحر عرةزل تام، اذا رأي المختصين ذلك، ولا داعي لعزل المناطق والمدن الأخرى الا في نطاق احتياطات الحرص العام الوقائي، والمتخذة في غالبية المناطق والمحافظات، مثل حظر التجول لساعات معينة، إغلاق المدارس والمساجد والأسواق المكتظة بالمرتادين وغيرها من إجراءات للحد من التجمعات البشرية.

ان ما يشاع اليوم من ان هناك قرار لإغلاق منافذ عدن البرية من اتجاه لحج وأبين غير منطقي خاصة وان المحافظات المرتبطة بالعاصمة عدن لم يتم تسجيل فيها أي حالات مصابة بفيروس كورونا، ومن جهة أخرى لم يتم تسجيل او اكتشاف أي حالة مصابة في عدن حتى يتم عزلها عن بقية المناطق. ومن غير المنطقي ان يتم إغلاق ومحاصرة بقية مدن حضرموت وشبوة بشكل عام، الا في حالة ان ثبت انتشار الفيروس في كثير من مناطق ومدن محافظتي حضرموت وشبوة، وحاليا لم تسجل الا حالة واحدة في مدينة الشحر.

وبالنسبة لمحافظتي أبين ولحج فجريمة ترتكب في حق أهالي المحافظتين، ان تم فعلا عزلهما عن عدن، كونهما من المحافظات الريفية، وليس فيهما مطارات ولا منافذ دولية مع دول مصابة بفيروس كورونا، حتى يتم عزلهما تخوفا من وصول حالات مشتبهة من منافذهما الدولية، كما أن أبين ولحج تعتمدا بشكل رئيسي في غذائهما ودواءهما على مطار وميناء عدن وتجار عدن، ومشافي عدن بشكل عام، وخاصة منذ اُغلق منفذ عقبة ثرة في أبين، واشتعال الحرب في منفذ كرش في لحج.

نرجو من قيادات الوحدات العسكرية والأمنية ان تترك لإصحاب الاختصاص، اتخاذ الإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس كورونا وان لا تتصرف في مثل هكذا أمور دون قرار من جهات الاختصاص، وان تقوم بمسؤوليتها التنفيذية ان قررت لجنة الطوارئ او قيادة المجلس الانتقالي او اللجان الطبية المشكلة، فاي اجراء غير مدروس بعناية سيسبب كارثة للمواطنين في مناطق عدة.