fbpx
تونس.. دفن وفيات كورونا يثير احتجاجات و يربك السلطات
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تواجه السلطات التونسية ارتباكا و صعوبات في دفن ضحايا فيروس كورونا، وسط رفض واسع من الأهالي، في مختلف محافظات البلاد خشية نقل العدوى، ما دفع ببرلماني تونسي إلى المطالبة بتشكيل لجنة للغرض.

وشهدت محافظات تونسية على غرار بنزرت وباجة شمال البلاد، احتجاجات كبيرة تطورت إلى اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة بنزرت واستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وتدخل السلطات الأمنية لاستكمال عملية دفن امرأة متوفاة بعد إصابتها بفيروس ”كورونا“.

وتكررت الواقعة في منطقة مجاز الباب من محافظة باجة شمال غربي البلاد،  بسبب رفض أهالي المنطقة دفن رجل توفي في تونس العاصمة وتم نقله إلى مسقط رأسه لدفنه، غير أنّ الأهالي رفضوا ذلك بدعوى خشيتهم من تسرب العدوى من جثة الميت إلى أهالي المنطقة.

و أثارت هذه الوقائع استياء واسعا وانتقادات من التونسيين الذين اعتبروا أنها ”أفكار متعصبة وتنم عن تمكن الشائعات حول هذا الوباء من السيطرة على عينة من التونسيين وتعميق خوفهم منه وممن يصابون به“.

وتداول تونسيون صورا ومقاطع فيديو تظهر رفضا واسعا من أهالي بعض المناطق الذين يعتبرون أنهم مهمشون ومنسيون ولا تتذكرهم الدولة إلا عند الشدائد والمصائب، من خلال دفن ضحايا مصابين بفيروس ”كورونا“ في مناطقهم، بحسب تعبيرهم.

و قد اختارت وزارة الصحة في تونس وضع بروتوكول مشدد وخاص بالمتوفين بفيروس ”كورونا“، وذلك لحماية السكان المجاورين للمقابر من العدوى، وتتمثل العملية في وضع جثمان المتوفى بعد ثبوت حمله الفيروس دون تغسيل في كيس بلاستيكي خاص مغلق ومعقم جيدا لينقل إلى المقبرة أين يخصص له قبر بعمق 3 أمتار حيث توضع الجثة ويغلق بطريقة محكمة، ويشرف على هذه العملية فنيون مختصون، مع غياب أهل الميت.

غير أن توصيات الوزارة ولوائحها التي نصت عليها في علاقة بعملية دفن المتوفين بالفيروس لم تقنع المواطنين الذين لا تزال الشكوك تساورهم بشأن احتمال انتقال العدوى.

ودفع هذا الوضع النائب بالبرلمان يسرى الدالي إلى دعوة لجنة الأزمة التي شكلتها رئاسة الحكومة إلى بعث لجنة خاصة لدفن المتوفين بـ ”كورونا“.

وتتشكل هذه اللجنة مبدئيا من 12 عنصرا من مختلف المجالات، ويتم توفير حافلات لفائدتهم مخصصة للدفن، بحسب تصريح الدالي.

وتأتي دعوة النائب على خلفية تكرر الإشكاليات المتعقلة برفض بعض المواطنين دفن متوفين بفيروس ”كورونا“ بمقابر جهاتهم.

من جانبه، بعث وزير الشؤون المحلية والبيئة في تونس، لطفي زيتون برسالة طمأنة إلى التونسيين بأنه يتم احترام المقاييس الصحية في دفن موتى ”كورونا“ وأيضا احترام كرامة الميت واتباع ما تنص عليه الشريعة الإسلامية في دفن الأموات، خصوصا بعد تطور الأمر إلى حد دعوة البعض إلى حرق الجثث كما هو معمول به في دول غربية.

وأكد زيتون في تدوينة على ”فيسبوك“ حضوره مراسم دفن مواطن تونسي توفي بعد إصابته بفيروس ”كورونا“ في مقبرة بمحافظة منوبة شمال غرب العاصمة تونس .

وأوضح زيتون أن ”كل البلديات حريصة على تنفيذ إجراءات دفن ضحايا هذا الوباء وفق الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها مع احترام كل الشعائر الدينية عند دفن المتوفى واحترام حرمة الميت وإكرامه بدفنه“، بحسب تعبيره.

أخبار ذات صله