والسبت، أعلن في نيويورك، التي تعد مركز وباء كوفيد-19 بالولايات المتحدة، عن تسجيل 630 وفاة في يوم واحد، في أسوأ حصيلة خلال 24 ساعة، مما يرفع عدد المتوفين داخل الولاية إلى 3565، وهو أكبر بكثير من عدد المتوفين في أي ولاية أميركية.

كما أن هذا الرقم الجديد يفوق، في مفارقة حزينة، عدد الذين سقطوا قتلى بهجمات 11 سبتمبر عام 2001، حين أسفرت تلك الهجمات الإرهابية عن مقتل نحو 2996 شخصا، غالبيتهم الساحقة في مدينة نيويورك، وهو رقم تجاوزته الولاية اليوم بسبب كورونا.

بيد أن “المأساة” لا تنتهي هنا، فعدد ضحايا كورونا لن يتوقف بالتأكيد عند هذا الحد، وقد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب بالنسبة للولايات المتحدة في مواجهة الفيروس فتاك، مشيرا إلى “الاستعداد لزيادة كبيرة” في عدد الوفيات.

ومع الارتفاع الكبير في عدد المصابين والمتوفين، إلى جانب الضغط الشديد الذي تعيشه المنشآت الصحية الأميركية، أكد ترامب أن كل القرارات التي سيتم اتخاذها ستكون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.

وأمام خطورة الوضع، التجأ الرئيس الأميركي إلى تعزيز دور الجيش في دعم جهود مكافحة الوباء. وقد أعلن أن آلافا آخرين من الجنود سيشاركون في المساعدة على مواجهة وباء كورونا.

وخلال مؤتمر صحفي، الجمعة، شدد رئيس بلدية مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، على الحاجة “الملحة” لأجهزة تنفس صناعي، مشيرا إلى أن المدينة تحتاج إلى ما بين 2500 إلى 3000 جهازا إضافيا للاستجابة للاحتياجات الأسبوع المقبل.

وتابع رئيس البلدية “أجهزة التنفس تلك بالنسبة إلي هي أحد أوضح الأمثلة عن الحياة والموت”. وأضاف “إذا أردنا إنقاذ كل روح نستطيع إنقاذها، فيجب أن يكون لدينا أجهزة التنفس التي نحتاجها في الزمان والمكان اللذين نريدها فيهم”.

ويعتقد خبراء في مجال الصحة أن نيويورك، التي تمتد إلى الحدود الكندية، ربما تكون على مسافة أسبوع من الوصول إلى ذروة الأزمة الصحية، التي حصدت أرواح نحو 60 ألف شخص في أنحاء العالم.

وقال حاكم الولاية آندرو كومو “نحن لسنا في الذروة إلى الآن، نحن نقترب منها.. قراءتنا للتوقعات أننا في مكان ما في نطاق السبعة أيام”.

وأضاف “مر 30 يوما فقط منذ حالتنا الأولى”، وأضاف “لكنها تبدو عمرا كاملا”.

وطبقا للإحصائيات توفي في مدينة نيويورك وحدها أكثر من ربع عدد المتوفين بالفيروس في الولايات المتحدة.