fbpx
صحيفة دولية : تحرّش الإخوان بعدن يعيد التوتّر إلى جنوب اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب اللندنية.
اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي قد يصبح شيئا من الماضي إذا واصل الشق الإخواني في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي محاولاته السيطرة بقوة السلاح على مناطق في جنوب اليمن، تاركا محافظتي الجوف ومأرب للحوثيين الطرف الأكثر استفادة من ارتباك الشرعية اليمنية وتشتّت مصادر قرارها السياسي والعسكري.
وأعاد تحرّش القوات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني ضمن الشرعية اليمنية بعدن، مناطق جنوب اليمن إلى مربّع التصعيد العسكري، ووضع اتفاق الرياض الذي رعت السعودية توقيعه في نوفمبر الماضي بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، على حافة الانهيار رغم جهود المملكة لإنقاذه.
وشهدت عدن، الجمعة، مواجهات وصفتها مصادر محلّية بالمحدودة لكنّها اعتبرتها “عملية اختبار للقوات المدافعة عن المدينة”، محذّرة من نفاد صبر الأهالي والقيادات السياسية والعسكرية على تحرّشات قوات حزب الإصلاح.
وجاءت المواجهات غداة قيام قوات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين عاملة تحت راية الشرعية اليمنية بالتحشيد في شقرة بمحافظة أبين المجاورة لعدن، قريبا من خطوط التماس مع قوات المجلس الانتقالي، وإجرائها مناورات عسكرية هناك اعتُبرت تهديدا مباشرا بإعادة اقتحام عدن.
وأثارت تلك التحركات العسكرية حفيظة قيادات بالمجلس الانتقالي. وهدد نائب رئيس المجلس هاني بن بريك قائد اللواء 39 مدرع  العميد عبدالله الصبيحي إن هو أقدم على مهاجمة عدن.
وقال في تغريدة على تويتر “بعيدا عن الدبلوماسية ولغتها: عبدالله الصبيحي يعلن انتظار ساعة الصفر لغزو عدن، وأقول له: مرحبا بك بين أهلك وناسك في عدن مواطنا جنوبيا معززا مكرما.. أما غازيا فوالله ندفنك فيها وكل طامع، ولن تدخلوها غزاة ونحن أحياء”.
ويعكس مثل هذا الخطاب العنيف حالة الاحتقان التي تثيرها تحرّكات إخوان الشرعية المتهمين بتسليم محافظة الجوف للحوثيين وتخاذلهم في الدفاع عن محافظة مأرب التي باتت بدورها مهدّدة بالوقوع في أيدي الجماعة الموالية لإيران.
وتهدّد تلك التحرّكات الإخوانية بنسف الجهود السعودية لاستدامة التهدئة في جنوب اليمن ومحاولة توجيه المجهود الحربي لمقارعة الحوثيين. وعكست انتقادات كان وجهها السفير اليمني في اليمن محمد آل جابر لإجراء مناورات في شقرة مدى امتعاض الرياض من سلوكات الشق الإخواني داخل حكومة هادي.
وشهدت عدن، الجمعة، مواجهات عنيفة بمختلف الأسلحة قال شهود عيان إنّ الهدف منها السيطرة على معسكر عشرين في مدينة كريتر والذي يضمّ قوات تابعة للشرعية يُعتقد أنّها ستستخدم كقوات دعم من الداخل للقوات التي قد تهاجم المدينة من جهة الشرق.
وامتدّت المواجهات إلى شوارع أورى وسالم علي وبوابة عدن حول المعسكر.
 وكانت قوات المجلس الانتقالي قد أحبطت خلال الأيام الأخيرة، محاولة قوات الشرعية السيطرة على مطار عدن الدولي.
وتعيد هذه الاشتباكات الجزئية عدن إلى مربع التوتّر الكبير الذي كانت قد شهدته الصيف الماضي بين قوات الانتقالي وقوات الشرعية الخاضع أغلبها لإمرة قيادات إخوانية نافذة في حكومة عبدربه منصور هادي.
وأصبحت الشرعية المخترقة من قبل جماعة الإخوان المسلمين موضع رفض واسع في مناطق جنوب اليمن الذي ترى قياداته أن سيطرة قوات حزب الإصلاح على تلك المناطق سيعني دخول قطر وتركيا الداعمتين للإخوان بقوة على خط الأحداث في اليمن، إلى جانب إيران التي تتقدّم أجندتها بقوة في البلد مع توسّع سيطرة وكلائها الحوثيين على مناطقه.
وينطوي تحرّش الإخوان بعدن على مفارقة صادمة تتمثل في سعيهم للسيطرة على مناطق محررة من ميليشيا الحوثي وتركهم مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية، حيث يعتبر مراقبون أنّ حالة الارتباك في أداء الشرعية السياسي والعسكري والدبلوماسي، يأتي في مقدمة أسباب سيطرة الحوثيين على نهم والجوف واقترابهم من مأرب في الوقت الذي تبدد فيه الحكومة طاقاتها لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، في تأكيد على حجم النفوذ القطري والتركي عبر إخوان اليمن.
ويُخشى أن يمتد تأثير هزائم الشرعية في الجوف وصرواح، إلى مناطق أخرى سبق لها أن تمكّنت من الصمود في وجه هجمات الحوثي وعلى رأسها محافظة الضالع شمالي عدن.
أخبار ذات صله