fbpx
حزب الإصلاح.. والصراع الداخلي الخفي

لو نظرنا إلى حزب الإصلاح لوجدنا أنه ليس كتلة واحدة في المواقف والسياسات بل نجد أن له ثلاثة أجنحة وكل جناح قد يختلف موقفه عن الآخر في كثير من المواقف والأمور وهي كاتالي:
– الجناح السياسي: وهذا الذي يغلب على الحزب ظاهرا وفي وسائل إعلامه وأمام الشارع المحلي والمجتمع الإقليمي والدولي وهو جناح لا يختلف كثيرا عن العلمنة والتغريب بل ان هذا الجناح وهو بنفس الوقت صاحب فكرة عقلانية قد يفوق العلمانيين في بعض الانبطاح والتفريط وهذا الجناح الذي أرى ان بعض مواقفه تقود الحزب إلى الهاوية لولا أن هناك قسم ثالث ساذكره وهو الذي يوقف السياسيين عن تفريطهم والجناح هذا أيضا أكثر اختراقا خاصة إذا نظرنا إلى رئيس الهيئة العليا في الإصلاح اليدومي نجد أنه ضابط استخبارات سابق وهدا الذي يضع عدة علامات استفهام على هذا الأمر!!
الجناح الديني: وهذا جناح اكثر مهامه العمل الدعوي والتربوي والإغاثي وإقامة الجامعات والمراكز والمعاهد الدينية وله مؤسساته الخيرية وجمعياته الإغاثية كجمعية الإصلاح مثلا الخاصة بالحزب وهو جناح فيه قسم المحافظون ولذلك تجد أن بعض هؤلاء المحافظين إذا صرحوا بتصريح تجد الجناح السياسي يصرح بأن هذا تصرف فردي من الشيخ الفلاني ولا يمثل الحزب كما حصل اخيرا مع الشيخ الإصلاحي عارف الصبري عندما أصدر كتابا بعنوان ( مؤتمر الحوار.. عمار أم دمار) الذي أثبت فيه على أن مؤتمر الحوار يقود اليمن إلى العلمنة وإلغاء الشريعة الإسلامية مما دفع بالتيار السياسي لرفض صلة الحزب بهذا الكتاب وفيه أيضا ما يسمى بالتيار الإصلاحي وهذا الذي يغلب عليه وخاصة أن اكثر من يتحكم به حاليا هم الجناح القريب من التيار السياسي واغلبهم من حديثي السن.
– التيار العسكري: وهو تيار مدرب تدريبا عاليا ومسلح تسليحا قويا وهو التيار الأشد محافظة وتيار قوي وأكثر تماسكا من التيارين السابقين لذلك لديه قوة وتدريب وسلاح أكثر مما نتوقع وهذا برأيي احد صمامات الأمان في تماسك الحزب وفي الدفاع عنه في حال تعرضه لاعتداء مسلح فهو جاهز لأي مواجهة عسكرية ولذلك دائما ما يكثر الصراع الخفي بين هذا الجناح والجناح السياسي وهناك صراع قوى بين هذين الجناحين يدور في الخفاء وخلف الكواليس لذلك ربما يكون هذا الجناح هو الضامن في تماسك الإصلاح وهذا الجناح برأيي هو الجناح الذي يميل إليه المشايخ المحافظون في الجناح الديني كذلك نجد أن قيادة الجناح العسكري أكثر انسجاما وتفاهما فيما بينهم وأقل اختراقا مما هو حاصل في الجناحين الأوليين وإن كان الجناح السياسي اكثر اختراقا.