fbpx
“مستنقع آخر”.. هذا ما تخفيه أنقرة عن الرأي العام التركي
شارك الخبر

يافع نيوز ـ الحرة

بينما انتشر خبر مقتل 33 جنديا تركيا في إدلب في 28 فبراير الماضي، على نطاق واسع، إثر الهجوم الذي شنه جيش النظام السوري على مواقع الجيش التركي في المنطقة، حرصت أنقرة على التستر على خبر مقتل ضابط استخباراتي كبير في ليبيا خلال نفس الفترة،

وقتل الضابط أوكان ألتيناي (41 عاما) إثر هجوم شنته قوات المشير خليفة حفتر المناوئة لقوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من أنقرة.

ولدى محاولتها تقييد الوصول إلى خبر مقتل ضابطها في ليبيا، سعت أنقرة للتضييق على صحفيين محليين ومتابعتهم بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة أو حتى “التخابر” مع دول أجنبية.

ماذا يحدث في ليبيا؟

تحولت ليبيا كما هو الحال مع سوريا إلى مستنقع للجيش التركي الذي يصر على تدخله لدعم حكومة فائز السراج.

وفي هذا الإطار كشفت مصادر إعلامية تركية مقتل ضابطي خابرات تركي كبير يشرف على نقل شحنات الأسلحة من أنقرة لصالح حلفائها في حكومة الوفاق الوطني.

ويتعلق الأمر بالرائد “سنان كافرلر” (27 عاما) والعقيد ” أوكان ألتيناي” (49 عاما) وفق الخبر الذي أورده موقع “تي 24”.

الموقع كشف أن عائلة الضابط أوكان ألتيناي أسرت لبعض الصحفيين أن ابنها قتل في لبيا ثم نقل سرا إلى تركيا، قبل أن يدفن في سرية تامة دون إقامة عزاء ولا جنازة “رسمية”.

موقع “يني أكشام Yeniçağ” أعطى فيما بعد تفاصيل عن الحادثة، ثم نشر موقع تلفزيون Odatv خبرا بعنوان “لقد توصل موقعنا إلى صور جنازة عضو جهاز الاستخبارات الذي توفي في ليبيا ودفن في صمت”.

واتهم القائمون على الموقع بالادعاء الكاذب و”كشف معلومات عن عضو استخباراتي والمجازفة بسلامة أفراد عائلته”.

ما السر وراء التكتم؟

وبحسب متابعين، يكون الضابط التركي قد قضى خلال انفجار مستودع بجوار سفينة في ليبيا، حيث ترسو السفن المحملة بحاويات الأسلحة المتوجهة لحكومة الوفاق الليبية التي تدعمها أنقرة ضد قوات خليفة حفتر التي تحاول بسط نفوذها على العاصمة طرابلس.

ويرى مراقبون أن محاولة تركيا التكتم على أخبار خسائرها البشرية، خصوصا من الضباط، ورجال الاستخبارات تحديدا، هدفه منع المعارضة التركية من “استغلال” تلك الخسائر في حملتها ضد الحكومة في ضوء التحضير للانتخابات المقبلة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن الأسبوع الجاري مقتل جنديين تركيين في ليبيا في أول اعتراف رسمي بسقوط ضحايا من الجنود الاتراك، لكنه لم يحدد درجة الضحيتين العسكرية.

وبينما تسعى أنقرة لحشد دعم دول الجوار ممثلة في الجزائر وتونس و”شرعنة” تدخلها في ليبيا، رفضت الدول المتاخمة لليبيا التدخل في شؤونها، فيما قالت الجزائر إنها لا تنوي التدخل عسكريا في ليبيا وأنها تفضل طاولة الحوار على الاقتتال.

كما أصدرت مختلف القبائل الليبية المعروفة بيانات شجبت فيها محاولة أردوغان التدخل في الشأن الليبي.

وقبل يومين قضت محكمة تركية بحبس رئيس تحرير صحيفة “يني أكشام” محمد فرحات شاليك، ومدير الشؤون التحريرية بالصحيفة “أيضن كاسر” على خلفية تناول الصحيفة خبر عودة جثمان ضابط الاستخبارات ودفنه في السر.

صحيفة “زمان التركية” أفادت بأن المحكمة التركية أخلت سبيل المتهمين لنشرهما أخبارا بشأن مقتل جنود أتراك في ليبيا، ثم عاودت الشرطة اعتقالهما بعد الطعن الذي تقدمت به النيابة العامة.

وأشارت الصحيفة إلى أن محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول قضت بحبس كليهما على ذمة التحقيقات.