fbpx
سقوط مهاتير.. ماليزيا تغرد خارج سرب الإسلام السياسي
شارك الخبر

يافع نيوز ـ وكالات

لم يكن يدور في خلد رئيس وزراء ماليزيا المستقيل، مهاتير محمد، أن صدمة الإرباك السياسي التي صنعها بقرار استقالته المفاجئ، ستنتهي بشطب تاريخه الشخصي وتحويله في نظر الماليزيين  من عنصر استقرار إلى أداة لإثارة الأزمات.

فقد شكّل فوز محيي الدين ياسين بالتكليف الملكي له لتشكيل الحكومة الماليزية، ختام عقدين كاملين من الصراع بين مهاتير محمد وحليفه السابق أنور محمد، أوصلا ماليزيا إلى حالة من الفوضى الداخلية، خسرت فيها البلاد إنجازات اقتصادية وسياسية وحولتها الى تابع لمشروع الإسلام السياسي الذي تتقاسمه تركيا وقطر.

”ماليزيا أولاً“

وبهذه القراءة لسلسلة الصدمات الأخيرة التي اجترحها مهاتير محمد (94 عاما)، فإن صحيفة ”نيويورك تايمز“ تختصر المشهد بالقول إن ماليزيا تعود الآن لنفسها وفقاً للشعار الذي رفعه رئيس الوزراء الجديد، وزير الداخلية السابق، محيي الدين ياسين، وهو الشعار القائل ”المالاي أولاً“.

وفي قراءة دولية تتطابق مع ما قاله  السياسي الماليزي المعروف ،داتوك جيفري كيتنغان، في تفسير تخليه عن مهاتير محمد. مضيفا في حديث مع صحيفة “ مالاي ميل“ أن ماليزيا مهاتير لم يعد بمقدورها أن تتحرك، وليس أمامنا إلا التغيير.

ويقول الاستاذ في جامعة جورج تاون، ايفون تو، إن ماليزيا في تشكيلها الخاص، بلد يحكمه تعايش العرق والدين، وأي خلل في هذه المعادلة تدفع الدولة ثمنه من استقرارها ورفاها.

وهذا هو ما أحدثه مهاتير محمد عندما  التحق بتيار الإسلام السياسي الذي كان آخر تجلياته قمة كوالامبور الأخيرة التي نشأت فكرتها في اسطنبول وانتهت بالفشل في تنفيذ أي من المشاريع الإعلامية والشعارات الاقتصادية التي تاهت في البحث عن عملات افتراضية تكون بديلاً عن الدولار.

قوة المراهنة على رئيس الحكومة الذي اختاره ملك ماليزيا، تكمن – كما تقول نيويورك تايمز – في أنه يستجيب للإرداة الشعبية الماليزية التي خرجت على نهج مهاتير في تسييس الدين، واقتنعت الآن بالعودة إلى شعار ”ماليزيا أولاً“.

ماليزيا تعيد اكتشاف نفسه

كان مشهد محيي الدين ياسين في كوالامبور صباح اليوم وهو يلتقط الصور التذكارية في أول يوم عمل له كرئيس للوزراء، حاشداً في الإيحاءات التي ذهبت باتجاه القناعة أن ياسين يستعيد الآن تراث حزب منظمة الملاي المتحد (اومنو) في العلاقات الخارجية المتوازنة، بقدر ما يراهن على تعزيز تحالفات ”العرق والدين“ التي كانت اعطت ماليزيا صورتها الأممية قبل أن يختطفها مهاتير محد ويرهنها لدى اثنتين من دول الشرق الاوسط.

وبينما يخطط مهاتير لانتظار جلسة برلمانية في التاسع من الشهر الجاري لطرح سحب الثقة من الحكومة الجديدة، يبدو أن رئيس الوزراء الجديد سيعمل على تأجيل الجلسة حتى يشكل أعضاء حكومته بطريقة تضمن الحصول الثقة وهو ما يخشاه مهاتير.

وقال رئيس البرلمان محمد عارف محمد يوسف يوم الأحد إن الجمعية البرلمانية المقرر عقدها في 9 مارس قد يتم تأجيلها.

ونقلت عنه صحيفة بيريتا هريان اليومية الناطقة باللغة الماليزية قوله: ”الجلسة ربما لن تعقد في 9 مارس. سأتواصل رسميا مع مكتب رئيس الوزراء.“