fbpx
لحماية نفوذها في العراق.. هكذا أغرت إيران الصدر للتخلي عن الانتفاضة الشعبية
شارك الخبر

يافع نيوز ـ وكالات

هدد مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني قبضة الأحزاب العراقية والميليشيات الموالية لطهران، كما هدد نفوذها في العراق ما دفع طهران للبحث عن منافس لإعادة بسط سيطرتها وخصوصا ان مقتله تزامن مع الاحتجاجات التي عمت معظم المدن العراقية.

وكالة “رويترز” كشفت عن اجتماعات عقدت في مدينة قم الإيرانية، بعد مقتل سليماني، توصلت على إثره الميليشيات العراقية إلى اتفاق مع رجل الدين مقتدى الصدر، يتركز على إعطائه دوراً أكبر في تأليف الحكومة العراقية الجديدة ودور قيادي ديني أكبر بين الميليشيات الموالية لإيران في العراق.

مقابل هذه الصلاحيات الواسعة، فإن الصدر سيلعب دورا عبر الموالين له لإضعاف الثورة الشعبية العراقية، وإعادة توجيهها نحو مطالب بسحب القوات الأميركية من العراق، وذلك بحسب مسؤولين عراقيين بارزين وعناصر من الميليشيات نقلت عنهم “رويترز”.

الاتفاق الذي عقد في قم، رعته إيران و”حزب الله” وسعى إلى الحفاظ على قوة القبضة الإيرانية في العراق من خلال رص صفوف الفصائل التي تدعمها ايران مع تلك التي يقودها الصدر.

وذكرت الوكالة أن الميليشيات شهدت حالاً من الفوضى بعد الغارة التي أسفرت عن مقتل سليماني ونائب قائد “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني في بغداد.

وبحسب الوكالة فإن الصدر كان مشوشاً أيضا، فهو تزعم التظاهرات المناهضة للحكومة في السنوات الاخيرة، لكنه لم يتمكن فعلياً من فرض نفسه على الاحتجاجات الأخيرة التي بدأت في أكتوبر ضد الطبقة السياسية الحاكمة والتدخل الإيراني في العراق.

وبعد انتهاء هذا الاجتماع، أشارت “رويترز” إلى التحول في مواقف الصدر، الذي وصفته بالانتهازي، حيث بدأ بقلب مواقفه من جهة إلى أخرى، فهو حارب الولايات المتحدة في أوقات مختلفة، وندد بالتدخل الإيراني، ودعم التظاهرات الرافضة للطبقة الحاكمة وفي نفس الوقت لعب دورا كبيرا في اختيار الوزراء لحكومة محمد توفيق علاوي التي من المقرر أن تأخذ ثقة مجلس النواب الخميس المقبل.

وكشفت “رويترز” أنه بعد مقتل سليماني، أمر مسؤولون إيرانيون وقادة “حزب الله” الميليشيات الموالية لإيران بترك الخلافات مع الصدر جانباً، بعدما اختلفت العام الماضي على المناصب الحكومية في صراع على السلطة.

وقال أحد مساعدي الصدر الذي سافر إلى قم ورفض ذكر اسمه إن “إيران تعتبر الصدر الحل الوحيد لمنع انهيار قوتها تحت ضغط الاحتجاج وضعف الميليشيات التي تدعمها”.

المقابل.. وزارتان في الحكومة

ونقلت الوكالة عن مصدريين شبه عسكريين أن الصدر طالب بوزارتين في حكومة علاوي، في المقابل قالت مصادر أخرى أن الميليشيات قبلت باعتبار أن الصدر قد يلعب دورا مهما في تعزيز موقفها الرافض للوجود الأميركي في العراق.

ونقلت الوكالة عن معاون الامين العام لميليشيا النجباء نصر الشمري أن الميليشيات العراقية ستدعم مواقف الصدر، وهي تفكر في اكبر للقيادي في ميليشيا سرايا السلام التابعة للصدر ابو دعاء العيساوي وذلك ضمن الاستراتيجية العسكرية الشاملة لهذه الميليشيات.

ويقول مسؤولون حكوميون وبرلمانيون إن الصدر سيكون له تأثير كبير على تشكيلة الحكومة التي اقترحها علاوي والتي قال رئيس الوزراء إنها ستتألف من مرشحين مستقلين.

وأشارت الوكالة إلى أن حكومة علاوي إذا نالت الثقة “فستعمل بشكل شبه كامل لصالح الصدر، فهو يفضل المستقلين لأنهم ضعفاء ويمكنه فرض قرارته عليهم”.

مكاسب قصيرة الأجل

قد يحقق الصدر مكاسب سياسية على المدى القصير، لكن تعامله مع الجماعات المدعومة من إيران أبعد عنه الكثير من مؤيديه، بحسب الوكالة، وقال المتظاهر مهدي عبد الزهرة وهو يشاهد الشرطة وهي تطلق النار على أصدقائه في بغداد: “لقد سرقوا ثورتنا عبر ميليشيا الصدر”.

وتذكر الوكالة بمواقف الصدر المتناقضة في أوائل فبراير، التي دعت للاحتجاج للمطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وكذلك، دعا أنصاره للانسحاب من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ثم انضم إليها مرة أخرى وما تبع ذلك من اشتباكات بين المحتجين السلميين وأتباعه في مدن عراقية عدة.