fbpx
الإمارات والكويت.. علاقات أخوية وروابط تاريخية تزداد قوة
شارك الخبر

يافع نيوز ـ العين الإخبارية

رسائل مفعمة بمشاعر المحبة والمودة والأخوة، وجهتها الإمارات قيادة وشعبا، للكويتيين أميرا وحكومة وشعبا، لتهنئتهم بأعيادهم الوطنية، لتتحول تلك المناسبات الهامة إلى احتفالية مشتركة تجسد العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.

وتحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 59 عاما، كما تحتفل في 26 فبراير/شباط بعيد التحرير بمناسبة ذكرى تحريرها عام 1991 من الغزو العراقي.

تهاني رسمية وشعبية

الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعث بدوره برقية تهنئة إلى أخيه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بمناسبة اليوم الوطني وذكرى التحرير لبلاده.

كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتي برقيتي تهنئة مماثلتين إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت.

وغرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم موجها تهنئة خاصة للشعب الكويتي وقيادته، قائلا: “إلى أهلنا وأخوتنا في كويت المحبة.. كل التهنئة بأعيادكم الوطنية المجيدة.. وتهنئة خاصة من شعب الإمارات لأمير الكويت.. وأمير الانسانية.. الشيخ صباح الأحمد حفظه الله.. أدام الله عزكم ومجدكم وأمنكم.. وأدام المحبة والمودة والأخوة بيننا وبينكم”.

  • الكويت تجدد الولاء لـ”أمير الإنسانية” في أعيادها الوطنية

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان غرد كذلك مهنئا الكويت، قائلا: “نهنئ الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا بأعيادهم الوطنية.. ونشارك أهلنا في كويت العز والمجد أفراحهم.. أدام الله أمنها واستقرارها وازدهارها بقيادة أمير الحكمة والسلام..علاقاتنا الأخوية، وروابطنا التاريخية راسخة وتزداد قوة وصلابة”.

كما حول أهل الإمارات موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى منصة تهاني إلكترونية لأشقائهم في الكويت بتلك المناسبة، وتصدر هاشتاق #اليومالوطنيالكويتي ترند الهاشتاقات الأعلى تغريدا في الإمارات.

احتفالات إماراتية من الأرض للفضاء

وفي إبداع يجسد عمق العلاقة بين البلدين، غرد هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي مهنئا الكويت بأعيادها الوطنية، عبر نشر صورة للكويت من الفضاء التقطها خلال مهمته في محطة الفضاء الدولية.

وقال المنصوري: “أهنىء الأشقاء في دولة الكويت قيادةً وشعباً بمناسبة #اليومالوطنيالكويتي الـ59، سائلين الله أن يديم على الكويت الحبيبة الخير والأمان والسلام”.

وفي المطارات، استقبل موظفو الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي العاملون بجوازات مطار دبي الدولي الكويتيين القادمين إلى المطار بالورود و الهدايا ابتهاجا باليوم الوطني لدولة الكويت وعبروا عن عمق المشاعر الأخوية التي تجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين.

  • الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ59

وشارك موظفو إقامة دبي الكويتيين القادمين عبر المطار فرحتهم بالذكرى الوطنية من خلال تقديم الحلويات والهدايا الرمزية التي تعبر عن عمق المشاعر الأخوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

وتعكس مشاركة الإمارات للكويت في احتفالاتها عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين الذين وحدهما الانتماء والتاريخ المشترك وتعمقت شراكتها بالتنسيق والحوار الصادق.

علاقات تاريخية.. وآفاق مستقبلية

تعود العلاقات الإماراتية – الكويتية إلى أكثر من 6 عقود وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير؛ حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات خلال عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد.

كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.

وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة على روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك وإزادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.

وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف أثناء احتلال الكويت حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.

ولا تنسى الكويت وأهلها وقفة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990 والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي يكن للإمارات مكانة خاصة في قلبه، وتكن له الدولة قيادة وشعبا موقعاً مميزاً.

وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء “اللجنة المشتركة” للتعاون الثنائي العام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.

وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين فالإمارات والكويت تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.

وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، فقد قفز التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بنسبة 245% خلال الفترة من 2010 وحتى 2017، بعد أن ارتفع من 7.4 مليار درهم عام 2010 ليصل إلى 25.35 مليار درهم بنهاية العام 2017، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد.

وفي عام 2018 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 11 شهرا نحو 3.63 مليار دولار لتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا بعد الصين كأكبر مصدِّر للسلع لدولة الكويت خلال تلك الفترة.

وتشير بيانات شركات الطيران في البلدين إلى وجود ما يتراوح بين 180 إلى 200 رحلة طيران مباشرة تربط مطارات البلدين أسبوعيا، في حين تقدر أعداد السياح الكويتيين الذين يزرون الإمارات سنويا ما بين 400 إلى 500 ألف سائح سنوياً.

على الصعيد الثقافي والتربوي، فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالا واسعا أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلا مناسبا عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى أوروبا وأميركا وتشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الإمارات تزايدا مستمرا إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من تواجد لطلبة دولة الإمارات بها.

وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعكس العلاقات بينهما إصرارا من القيادة السياسية على الدفع بها لمستويات أكثر تقاربا وتكاملا بما يخدم المصالح المشتركة.