fbpx
في الذكرى الثالثة لاستشهاد سيف العرب
كتب – عبدالقادر زين بن جرادي
ثلاثة أعوام مضت من رحيل السيف الأشم وكأننا في عالم اليتم تيتمنا .
رحل رجل الإقدام وصانع الإنتصارات ومتقدم الصفوف المدرء للفتن والرأب للصدوع والمحتضن لكل التوجهات والمعالج بحكمة لكل الأمور .
رحل الرجل ورائحة دمائه الزكية تنبعث من تحت الثراء شهامة وكرامة وعزة وإباء وإخلاص ووفاء .
أفتقدنا العقل الحكيم والقائد الناضج مهيب المواقف الحازم للأمور ولين الجوانح لأهله وأصدقائه وجنود ورفاقه .
المخلص لوطنه المحافظ على شعائره الدينية .
قبل أن يتوضاء لصلاة الفجر باغتته منية الشهادة التي يتمناه كل وطني شريف وجندي مدافع عن دينه ووطنه وعرضه وكرامة أهله وحريتهم .
لنا ذكريات ولغيري ذكريات جم رفاق دربه وركبان مسيرته .
جهم الوجه إذا غضب سمح الثنايا إذا تبسم رزين العقل إذا فكر بليغ إذا تحدث .
ترى فيه هيبة القائد إذا تقدم وعزم وجدية الحزم إذا أمر .
لا تره مدبر إذا كر العدو بل يكون الحصن المنيع لجنوده يدرء يدافع يهاجم يباغت يلتف يكر على العدى ويدبر عن مترسه .
يتألم لقطرة دم تسيل من جرح جندي كما يتألم لمنظر طفل تيتم وزوجة تأرملة وأم ثكلت .
يسكن الوطن عقله قبل قلبه فيتدبر أموره ويعالج محنه .
يسد كل الثغور وبلمح البصر ينقض على مواقع العدى .
لا ترى لليأس عليه سبيل .
ولا يعرف التواني والفتور .
لا يخذل صحبه وجنده ووطنه .
يبيض الوجوه حين تبتأس فيرفع من معنوياتها ويحقق طموحاتها .
لا يحتقر صغير ولا يستهزاء بضعيف .
الكل في عينه سوى وأفضلهم واقربهم منزله منه أصدقهم وأوفاهم .
حديث طويل وذكريات جميلة برغم سنوات المعرفة القلية لكنني تعلمت منه دروس الصبر والوفاء والإخلاص والمثابرة والترفع عن سفاسف الأمور وتوافهها .
كان كبيراً بحجم الوطن لأنه خلق من أجل الوطن فكان يقف على قمة رجال الوطن .
لا نرثيك بل نرثي حالنا بعدك ولا نبكيك بل نبكي حالنا بعدك .
فأنت بأذن الله في عليين وما أدراك ما عليون .
غُمدت تحت ثراء الوطن تغمدك الرحمن برحمته التي وسعت كل شي وأسكنك فسيح جناته التي عرضها السموات والأرض وأنزلك منزلة الشهداء التي يبغبط نازليها الصالحين من عباد الرحمن وجعل درجة الفردوس مرتبتك في الجنة .
أحمد سيف المحرمي أبو منيف ستبقى خالدٌ في قلب
أخيك المخلص على الدوام.
عبدالقادر زين بن جرادي