fbpx
حسابات الشعب .. تختلف عن حسابات الساسة

أحمد سعيد كرامة

حذرنا مرارا وتكرارا من أن للشعب الجنوبي حسابات أخرى وخيارات مفتوحة قد تقلب الطاولة على الجميع ، من يظن أن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على لجم الشعب رغم معاناته ومأساته وأزماته المفتعلة فهو واهم وفاشل ، تحييد قادة المجلس الانتقالي وإذلالهم بالرياض كل تلك الأشهر سيفقد تلك القيادات المصداقية أمام شعبها ، ولن يكون هناك ضامن للسيطرة على الشعب الجنوبي أو الاستفراد به كما يتصور البعض .

بلحظة واحدة قد يصنع الشعب الثائر قادة من الميدان يقودون ذلك الزخم الشعبي الهائل في الأراضي الجنوبية ، وبلحظة واحدة سيخلع الشعب قادته السابقين إذا وقفوا ضد رغبات وتطلعات ومطالب شعبهم المشروعة ، مابين هذه اللحظة وتلك لابد أن يعيد قادة المجلس الانتقالي الجنوبي حساباتهم بعيدا عن أي إملاءات خارجية .

بواقعية وبعيدا عن التحليل السرابي ، هناك أزمة حقيقية وكبيرة وخطيرة بين الشقيقة السعودية والجنوب اليمني ، مشاريع الشمال يستحيل فرضها على الجنوب الذي أصبح غير جنوب الأمس ، وبالتالي كان الاستفزاز السعودي واضح وفاضح من أول يوم تقلدت فيه السعودية زمام الأمور في عدن ، من التأخير المتعمد لرواتب القوات المسلحة الجنوبية لعدة أشهر إلى تردي الخدمات لمستويات قياسية وخطيرة بالكهرباء و المياه وغيرها ، إلى أزمات وقود محطات توليد الكهرباء في عدن ، وإرتفاع أسعار المشتقات النفطية بجرعتين بعهد أكبر مصدر للنفط الخام بالعالم .

لا نريد مساعدات أو منح أو هبات من أحد ، ولكن بالمقابل على السعوديين أن يكونوا شوكة ميزان بين الحق والباطل ، دخل الجمهورية اليمنية من النفط الخام الحضرمي والشبواني والمنافذ البرية والبحرية والجوية والموانئ والضرائب وغيرها يفوق 1 تريليون ريال يمني سنويا ، 70% من تلك الإيرادات تسرق ، وعائدات بيع شحنات النفط الخام تذهب بحساب جاري لدى البنك الأهلي التجاري السعودي بالرياض للرئيس المؤقت هادي وحكومته وبطانة الشر والفساد .

هكذا ينظر الشعب الجنوبي للسعودية ، إنحياز السعودية للشعب ، وتنفيذ إتفاق الرياض ومصفوفته الذي صاغته وخطته بقلمها هو المخرج الوحيد الأمن لها ولنا ، أما المماطلة والتسويف بتنفيذ بنود إتفاق الرياض ومصفوفته سيدفع إلى مزيد من تدهور الوضع المعيشي وتدني القدرة الشرائية للمواطن ، وبالتالي سننتظر التسونامي الهائل للشعب يجرف كل من يقف أمامه .

معظم الساسة مرتهنون للاسف الشديد ، بالمقابل الشعب الجنوبي حر ويعيش الواقع المزري الأليم ، وقدرة التحمل لديه لم تعتد قادرة على تحمل المزيد من الإنتهازية والتبعية والظلم بحضور الراعي الرسمي لإتفاق الرياض ، إنسحاب القوات الإماراتية وتسلم القوات السعودية لقيادة التحالف في عدن كان أحد أهم شروط السعودية والشرعية لتطبيق إتفاق الرياض ، وهذا لم يحدث .

نختلف مع هتافات من حضروا بجانب معسكر التحالف في عدن ، ولكنه الشعب الذي سينفعل ، وقد يحدث إنشقاق بالمرات اللاحقة لأي مكون أو فصيل يحاول مواجهة الشعب ، وستتصاعد وتيرة المسيرات والمظاهرات والوقفات والهتافات ، التي ربما قد تكون أشد قسوة وجرأة من سابقاتها ، إذا أستمر الوضع على ماهو عليه اليوم .

على قيادة التحالف العربي في عدن أن تتحلى بالصبر وضبط النفس ، لان أي إحتكاك أو تهور سيؤدي بالفعل إلى ردود أفعال خطيرة وكبيرة .