fbpx
معركة نهم،.،.، هل ستكون الحاسمة؟؟!!

د عيدروس نصر
لا يمكن لأي ناشط سياسي أو حتى مواطن عادي يتمتع بقدر من الإنسانية وحب الخير والميل إلى السلام إلا أن يتمنى أن تكون الاحداث العسكرية الأخيرة في مناطق نهم بين محافظتي مأرب وصنعاء الشماليتين بدايةً لنهاية الحرب الفضيعة التي أكلت الأخضر واليابس في بلد تضاءل اخضرارها وانعدم يابسها إلا من الصخور والغبار.
وكل من يتمنى نهاية هذه الحرب، لا يمكن إلا أن يتمنى انتصار الحق والعدل وقيم المواطنة والمدنية والقانون.
ولأن الطرف الانقلابي قد برهن بأنه ليس أهلا لهذه القيم، فإن هذا لا يعني أن الطرف الآخر (الشرعية وحلفاؤها) قد برهنوا أيضاً على أهليتهم لها، وهو ما يضيق من مساحة انصارهم ويوسع مساحات المتشككين والمترددين إزاء نصرتهم، أما الشعب اليمني فكلا الطرفين يتحدث باسمه، ولا أحد منهما يعير أي اهتمام لمعاناته وآلام أبنائه وبناته.
من المؤسف أن إعلام الطرفين يتعامل ببغض شديد مع الحقيقة التي قد لا تكون دائما محبذة، فكلاهما يزعم بأنه قد سحق الطرف الآخر وجعله على مقربة من رفع الراية البيضاء، وتأتي الأحداث على الارض لتقول شيئا مختلفاً عما يدعيه الطرفان.
مرةً أخرى أعود للتأكيد أن ما نتمناه هو أن ينتصر مشروع الدولة على مشروع السلالة، والانتقال باتجاه حلحلة الملفات العالقة، وأشير هنا إلى أن الجنوبيين قد قدموا في سبيل هذا الهدف قوافل من الشهداء وأنهاراً من الدماء وما يزالون يواجهون اليوم ومنذ قرابة العام هذا المشروع البغيض (كما في جبهة الضالع مثلاً) في حين كانت قوات الشركاء (الشرعيين) تقتحم مواقعهم ومحافظاتهم في شبوة وأبين وتتهيأ للانقضاض على عدن التي لم تبذل (تلك القوات) يوم تحريرها طلقة رصاص واحدة في سبيل ذلك الهدف العظيم.
نحن مع كسر مشروع السلالة ونصرة وتعزيز مشروع الدولة، لكن السؤال الذي يطرحه الجنوبيون هو، ماذا تفعل عشرات الألوية (الشمالية) في وادي وصحراء حضرموت والمهرة وشبوة، في وقت تتعرض فيه جبهات الشرعية للتهديد وربما للهزمية (لا سمح الله) في نهم وهيلان ومفرق برط وسلسلة هيلان؟
والسؤال الثاني هو ماذا سيقدم الشرعيون للجنوب والجنوبيين في حال صدقوا في هزيمة المشروع الحوثي؟ هل سيتعاملون مع مطالب الشعب الجنوبي باحترام وجدية أم أنهم سيتصالحون مع الحوثيين ليتشاركوا معهم الانقضاض على الجنوب وتطلعات شعبه واماني أجياله؟
وأخيرا ليكن الانتصار الذي يتمناه الجميع انتصارا للحق والعدل والحرية واحترام أرادة الشعبين الشمالي والجنوبي لا بداية لحرب جديدة بين شعبين شقيقين لا علاقة لهما بمصالح أمراء الحروب والمستثمرين فيها.