fbpx
(( أباطرة العبث في الشرعية .. ))
شارك الخبر

بقلم –  علي ثابت القضيبي
  — مَن يقرأُ بتمعنٍ في اللفيف الذي تَتشكّل منه السلطة الشرعية ، وبالطّبع هو لفيف يجمعه قاسم المصلحة والإستحواذ ، وإن تفاوت هذا بين مجموعة وأخرى منها ، لأنّ منها المُتغوٌلُ في الشّرهِ ، وهذا إرتبط وإرتهن بتعاملاتهِ مع الكارتيلات النفطية العملاقة في العالم ، وجناحٌ منه أحكمَ قبضته على سوق النّفط المحلي ، وبينهم من إقتصر تغلغله في نطاق العبث بالوظيفة العامة ، وهذا الصنف غرق في نفس لُجّة الفساد المتوارث منذو عهد الٱفل عفاش ، ولذلك تغرق البلاد في أتون عبث لاحدود له .
  — كلٌ هذا واقعٌ مفضوح للداخل والخارج ، وعلى خلفيتهِ أفصحت كل التقارير والتّقييمات الدولية عن تصنيف هذه السلطة في خانة الفاسدة والعابثة ، والمثير أنّ اخوتنا في الإقليم يدركون هذا جيداً ، ولإعتباراتٍ بعيدة ( دولية ) أجبِروا على التعاطي معها كسلطة أمر واقع ، وعلى الرغم من تلاعبها ولؤمها في إجراء حلحلةٍ فعلية في إعتمالات الملف اليمني المُحتقن ، وهو الذي يتسبّبُ في إغراق وإستنزاف الإقليم ، والذي ربما يضعها أمام مأالاتٍ قد لاتُحمدُ عقباها ..
  — لاأعتقدُ أنه تغيب عن عين الحصيف إدراك أنّ الفصيل المُتحكم بجغرافيا النفط هو الفصيل الأكثر بشاعةً ودمويّةً وتأثيراً ، وهنا نجدُ مفاعيل الإرهاب في البلاد تتحرّك بإمرته ، كما ومن أطرافهِ مَن يتنطّطوا بين عواصم تصدير القلاقل في الدوحة وإسطنبول ، وهذا يومئُ الى الكثير بالنسبة لما يدورُ هنا ، واللافت أنّ فخامة الرئيس عبدربه يظهر شبه مغلول اليدين ، وإن كان من أنجالهِ مَن يعبثُ في حيّزٍ محدودٍ من مساحة الإقتصاد والإستحواذ ، ولكنّ الكلمة الفصل في قرارِ الدولة هي للفصيل المُتغول والمُتحكم بحقول النفط وبإرتباطاته الخارجية .
  — أشعرُ أنّ الألم يذبحني ذبحاً عندما أقرأُ لمواطنٍ يشكوا إنقطاع المياه في حيّهِ ، وحتى الكهرباء والمجاري وغيرها من الخدمات ، أو عندما يصيحُ الشارع بمجملهِ : لماذا لايتحاسب الكبار ومن في فلكهم عن جريمة قتل أكثر من ١١١ جندي جنوبي في مأرب غِيلةً ؟! أو لماذا تُدَمّرُ مصفاة عدن ؟! أو لماذا لايُحاسبُ مَن يدمرها ؟! هنا يُخَيّل لي أنّ هذا البائس يصيحُ كالغريق في لُجة بحرٍ عميقٍ وبعيد ولا أحد حوله ، لأنّ الحيتان الكبار تتحرّك وفق منطقٍ ورُؤىً مُغايرةٍ تماماً لتطلعاته وإحتياجاته .
  — في جنوبنا ، أشعرُ أنّ مجلسنا الإنتقالي قد حقّقَ خطواتٍ متقدمة جداً في حواراته في جدّه مع طواغيث الشرعية – ليس مع الشرعية المفترضة – وهذا رُغم حداثة عهده في الساحة ، ورُغم حالة الغيبوبة لدى فصيلٍ من شعبنا الجنوبي وغرقه في دوّامة صراعاتٍ ماضويّةٍ جهوية عتيقةٍ ، وعلى خلفيتها يتّكئون على موقفٍ مضادٍ للإنتقالي المُصَمم على الخروج بجنوبنا من دوّامة أعاصير العبث التي تَتخَبّطهُ ، وهو الأمر الذي يستدعي تراصنا جميعاً كجنوبيين خلف الإنتقالي للخروج الٱمن ، ولأنّ المشهد كما يبدو أكثر من محتقنٍ ومُتخماً بمفاعيل مُربكة ربما تُفضي الى خواتم كارثية على البلاد مجتمعة ، وعلينا أن نقتنص اللحظة المتاحة .. أليس كذلك ؟!
     ✍ علي ثابت القضيبي
    الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله