fbpx
أطراف النزاع الليبي والدول الداعمة لها تشارك في قمة ببرلين سعيا إلى حل سلمي
شارك الخبر

يافع نيوز – أ ف ب:

تنطلق الأحد في برلين أعمال قمة برلين الخاصة بالصراع الليبي بمشاركة المشير خليفة حفتر قائد قوات الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على شرق البلاد، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، إلى جانب قادة روسيا وتركيا وألمانيا وبريطانيا ومصر. وقبيل انطلاق القمة دعا السراج لنشر قوة عسكرية دولية في ليبيا “لحماية المدنيين” إذا قام حفتر باستئناف هجومه على العاصمة طرابلس.

يعقد قادة الدول الرئيسية المشاركة في النزاع الليبي قمة في برلين الأحد لمحاولة إطلاق عملية السلام مجددا وتجنب حرب أهلية تحول هذا البلد إلى “سوريا ثانية”.

والهدف الرئيسي لهذه القمة التي تعقد برعاية الأمم المتحدة وتفتتح بعد ظهر الأحد على أن تستمر حتى وقت متأخر في المساء، هو وضع حد للتدخلات الأجنبية في هذه الدولة التي تغذي النزاع فيها عوامل عديدة من الشهية لمواردها النفطية إلى الخصومات السياسية الاقليمية وصراع النفوذ.

ويتوقع أن يصدر عن القمة تعهد باحترام الحظر على شحن الأسلحة فرض في 2011 لكنه بقي حبرا على ورق، كما ورد في مسودة الاتفاق النهائي التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال هايكو ماس وزير خارجية ألمانيا التي تستضيف المؤتمر، لصحيفة بيلد الأحد إن “المؤتمر يمكن أن يكون خطوة أولى من أجل السلام في ليبيا”.

وصرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة السبت في برلين أن أحد أبرز أهداف المؤتمر الدولي حول ليبيا هو وقف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، داعيا أيضا إلى عدم استخدام النفط “كأداة حرب”.

وبين وصول عسكريين أتراك مؤخرا والاشتباه بوجود مرتزقة روس وتدفق الأسلحة التي تسلمها دول عديدة، تخشى الأسرة الدولية تفاقم النزاع.

السراج يدعو لنشر قوة دولية

من جانبه دعا رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج قبيل انطلاق القمة إلى نشر “قوة حماية دولية” في ليبيا، إذا استأنف الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر الأعمال القتالية.

وقال السراج في مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية “إذا لم ينه خليفة حفتر هجومه، سيتعين على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الليبيين”.

وأضاف “سنرحب بقوة حماية ليس لأنه يجب أن نكون محميين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكان المدنيين الليبيين الذين يتعرضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر”.

واعتبر السراج أن مهمة مسلحة كهذه يجب أن تكون “برعاية الأمم المتحدة”، قائلا إنه يتوجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء أكان الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو جامعة الدول العربية.
من جهته، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الأوروبيين إلى “تجاوز انقساماتهم” والانخراط على نحو أكبر في إيجاد حل لإنهاء النزاع.

وقال في مقابلة نشرتها الجمعة مجلة دير شبيغل “إذا تم الأحد التوصل إلى وقف لإطلاق النار (…) يجب على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدا للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار هذا ومراقبته، ربما من خلال جنود في إطار مهمة للاتحاد الأوروبي”.

ويشعر الاتحاد الأوروبي، خصوصا ألمانيا، بقلق من احتمال تدفق مهاجرين إذا تدهور الوضع في ليبيا.

في هذا السياق، انتقد السراج مستوى انخراط الأوروبيين حتى الآن، قائلا “للأسف، كان دور الاتحاد الأوروبي حتى الآن متواضعا جدا (…) على الرغم من أن بعض دول الاتحاد الأوروبي لديه علاقة خاصة مع ليبيا، وعلى الرغم من أننا جيران ولدينا مصالح مشتركة كثيرة”.

“نزاع يتسع”

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مساء السبت طالبا عدم الكشف عن هويته إن “الأمر يتعلق بنزاع إقليمي يتسع ويصبح أكثر شبها بسوريا”. وأضاف “هذا هو سبب تعبئة الأسرة الدولية”.

وتخشى أوروبا تدفق موجات جديدة من المهاجرين على سواحلها، وهي مخاوف تلعب عليها تركيا لتبرير تدخلها. وقالت الرئاسة التركية مساء السبت إن “العنف في طرابلس يمكن أن يؤدي إلى تدفق موجات جديدة من اللاجئين”.

وسيحضر طرفا النزاع الرئيسيان في ليبيا فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والمشير خليفة حفتر رجل شرق ليبيا القوي، إلى برلين لكنهما لن يجلسا على طاولة واحدة.

ويلقى السراج دعم تركيا، وحفتر دعم روسيا. وسيحضر رئيسا هذين البلدين اللذين يلعبان دورا أساسيا مستفيدين من الفراغ الذي تركه الأوروبيون، قمة برلين إلى جانب قادة فرنسا ومصر وإيطاليا وألمانيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت إن “ترك ليبيا تحت رحمة زعيم  حرب سيكون خطأ أبعاده تاريخية”.

ويشتبه شركاء فرنسا الأوروبيون أيضا بأن باريس تدعم حفتر. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه “يجب أن نرى الأمور على حقيقتها، وتوازن القوى على حقيقته”، مشيرا إلى أن المشير حفتر مع حلفائه “يسيطر على ثمانين بالمئة من الأرض تقريبا”.

وقف لإطلاق النار

ميدانيا، تأمل الأمم المتحدة من هذا المؤتمر أيضا بـ”تعزيز وقف إطلاق النار” الذي حصلت عليه أنقرة وموسكو ودخل حيز التنفيذ في 12 كانون الثاني/يناير.

وحتى الآن، كانت الهدنة محترمة إلى حد ما بين القوات الموالية لحفتر وتلك الموالية لحكومة الوفاق الوطني على أبواب العاصمة.

وبعدما سيطر على الشرق وعلى جزء كبير من الجنوب الليبي، بدأ المشير حفتر هجوما لطرابلس التي تشكل مركز السلطة، معولا على انتصار سريع. لكنه يواجه منذ مطلع نيسان/أبريل مقاومة شرسة.

وفي هذه الأجواء، أغلقت قوات موالية للمشير خليفة حفتر عشية قمة برلين السبت موانئ النفط الرئيسية في شرق ليبيا، تعبيرا عن اعتراضها على التدخل التركي في البلاد.

أخبار ذات صله