وقالت المصادر إن الشبكة “يقودها مستثمر نفطي كبير ومعه سودانيان يحملان الجنسية التركية، إضافة إلى نجل عنصر إخواني كبير، وبمساعدة مجموعة أخرى تضم أتراكا وعربا يرتبطون بعلاقات وثيقة مع النظامين التركي والقطري والتنظيم العالمي للإخوان”.

ووفقا لتلك المصادر، فقد استقبلت تركيا 17 عضوا بارزا على الأقل من تنظيم الإخوان في السودان، خلال الأشهر التي أعقبت إطاحة نظامهم الذي كان يقوده عمر البشير في أبريل 2019، بعد احتجاجات شعبية استمرت لأكثر من 5 أشهر.

أسماء بارزة

ومن بين أبرز الأسماء التي نقلت أموالها وعائلاتها إلى تركيا خلال الأشهر الماضية، العباس وعبد الله حسن البشير شقيقا الرئيس السابق، اللذان تربطهما علاقات قوية مع النظام التركي وذراعه اليمنى في السودان أوكتاي أرجان الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه في الخرطوم.

وضمت قائمة العناصر الإخوانية الفارة إلى تركيا 5 وزراء سابقين في حكومة البشير، إضافة إلى مسؤولين كبار في أجهزة أمنية حساسة.

وظلت العقارات والبنوك التركية منذ فترة طويلة ملاذا آمنا للأموال التي نهبها الإخوان من السودان، المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات، وتربط تركيا بإخوان السودان مصالح متشابكة بعضها عقائدي بحت والآخر اقتصادي.

ويؤكد خبير أمني سوداني أن الخروج الآمن للإخوان من السودان إلى تركيا “تم بمباركة رسمية من أنقرة على أعلى مستوى، نظرا لأن تركيا ترتبط بمصالح اقتصادية وأيديولوجية مع نظام البشير، مما جعلها المفضلة لأعضاء حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا في السودان) وعائلاتهم والمكان الآمن لأموالهم”.

وقائع مهمة

وعززت واقعتان مهمتان حدثنا خلال الأسابيع الماضية الاتهامات السودانية الموجهة لتركيا، المتعلقة بتوفير الملاذ الآمن للإخوان وأموالهم.

وتمثلت الواقعة الأولى في أمر القبض الذي حررته نيابة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في حق الإخواني عصام البشير المقرب من النظام المعزول، بعد تورطه في تحويل مئات الآلاف من اليوروهات إلى حسابه في أحد البنوك التركية.

أما الواقعة الثانية فهي منح تركيا إشارة بث لقناة “طيبة” المملوكة للإخوان، التي يديرها عبد الحي يوسف أحد أكبر الداعمين لنظام البشير.

وجاءت الخطوة التركية على خلفية وقف وزارة الإعلام السودانية منصة بث غير قانونية كان يشغلها يوسف، وتقدم خدمات لأكثر من 10 محطات إذاعية وتلفزيونية إخوانية.

واعتبر كثير من المحللين الخطوة التركية بمثابة اعتراف ضمني بدعم أنقرة الظاهر لأنشطة تنظيم الإخوان في السودان.

وتدور مخاوف كبيرة في أوساط السودانيين من أن يسمح الملاذ الآمن الذي توفره تركيا للعناصر الإخوانية الفارة من السودان، بإعادة بناء نفسها وتجميع صفوفها والعمل على زعزعة استقرار الخرطوم على غرار ما حدث في بلدان كثيرة مرت بذات الظروف.

وتكمن الخطورة في ارتباط تركيا بتنظيمات متهمة بممارسة العنف والقتل ضد السودانيين خلال أيام الثورة، مثل القطاع الطلابي التابع لتنظيم الإخوان، إضافة إلى عدد من الهيئات النقابية الإخوانية التي لها علاقات وثيقة بالحزب الحاكم في تركيا، الذي يدعم للتنظيمات الإخوانية في العديد من البلدان العربية.