fbpx
الأبعاد الزمانية والمكانية لعملية مقتل سليماني

 

كتب – العميد الركن ثابت حسين صالح.
يعود التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أزمة ١٩٧٩م التي حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب المؤيدين للخميني السفارة الأمريكية في طهران وأحتجزوا 52 أميركياً من العاملين والساكنين في السفارة كرهائن لمدة 444 يوما من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981.
قبل هذه العملية كانت العلاقات بين البلدين وخاصة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي “سمنا على عسل”.
بالنسبة لعملية مقتل قاسم سليماني فإن التوقيت والمكان، اللذان اختارتهما الولايات المتحدة لتنفيذ هذه العملية يكشفان عددا من الرسائل الموجهة إلى طهران.
قاسم السليماني الذي بلغ من العمر٦٣ عاما هو اسم بارز في الساحتين الإقليمية والدولية، باعتباره أحد أهم القادة العسكريين الإيرانيين، ورأس حربة إيران في العراق وسورية واليمن على وجه الخصوص.
يأتي مقتل سليماني والمهندس، بعد 3 أيام من هجوم غير مسبوق شنه مناصرون لإيران على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد.
لذلك اختارت الولايات المتحدة بعناية التوقيت والمكان، قبل الإقدام على استهداف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ورجل إيران القوي.
يبدو إن واشنطن كانت تملك معلومات استخباراتية خطيرة مفادها أن إيران تستعد لتنفيذ مخططات تخريبية جديدة انطلاقا من العراق ، وهو الأمر الذي يظهر جليا في الشخصيات التي استهدفت في عملية مطار بغداد.
العقل المدبر لكل هذه المخططات، هو قاسم سليماني، وبالتالي فإن استهدافه في هذا التوقيت يمثل استهدافا لإيران ولمشاريعها التخريبية في المنطقة.
تهدف الولايات المتحدة من خلال هذه العملية، إلى أن توجه لطهران رسالة قوية وصارمة مفادها أن الاختلافات لا تنحصر فقط في الملف النووي، إنما تمتد أيضا إلى الأدوار التخريبية التي تلعبها طهران في المنطقة.
أميركا لن تسمح لإيران باستهداف المزيد من مصالحها في المنطقة، ولن تتراجع في توجيه ضربات عقابية أخرى في حال استمرت إيران في النهج نفسه.
يبدو أن عملية صباح الجمعة تشير إلى حدوث تغير كبير في السياسة الأميركية تجاه إيران، طالما أن الأخيرة تواصل إصرارها على أدوارها ومخططاتها في الشرق الأوسط.
لا يستبعد خيار استهداف أميركا المزيد من القادة الإيرانيين في حال لم يتراجع نظام الملالي عن أدواره وتهديداته.
كما يبدو جليا أن الزمن الذي كانت تحاول فيه إيران وأذرعها في المنطقة تقديم نفسها على أنها بعيدة عن التطرف والإرهاب… قد ولى.
 لذلك يمكن فهم مغزى أن تأتي عملية استهداف قاسم سليماني بعد أشهر قليلة على استهداف زعيم داعش “أبوبكر البغدادي “…ما يضع المجموعتين وجهان لعملة واحدة لدى صانع القرار الأمريكي والغربي بشكل عام.