fbpx
أربع سنوات على استشهاد محافظ عدن

في 6 ديسمبر 2015 اغتيل المناضل اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن الذي لم يحكم إلا لشهرين تقريباً من تاريخ 9 أكتوبر 2015م، وكان يحظى باحترام سكان عدن لأنه يعتبر من أبنائها، ومعروف أن سكان عدن يحنّون للقيادات الوطنية والمخلصة من أبناء عدن، إضافة الى أن سيرته الوطنية والشخصية والعسكرية والسياسية جعلته يحظى باحترام الجميع في عدن وخارجها، وهو شخصية عسكرية وطنية كانت مقربة بشدة من الحراك الجنوبي وشكل تعيينه إرضاءً كبيراً لأبناء مدينة عدن وكان قد عُيّن قبل الحرب مستشاراً لرئيس الجمهورية (هادي) للشؤون العسكرية.

وتبنى وقتها تنظيم الدولة الإسلامية عملية اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد بتفجير سيارة مفخخة لدى مرور موكبه يوم الأحد (6 ديسمبر 2015( وشهدت مراسم تشييع المحافظ إقبالاً جماهيرياً حاشداً رغم الظروف الأمنية الخطيرة التي كانت تعيشها المدينة حينها، وذلك تقديراً لدوره الوطني وشجاعته في مكافحة الإرهاب.

ومع الأسف أن مدينة عدن الآمنة المسالمة لم تشهد الاستقرار منذ مقتل الشهيد البطل حيث جرت سلسلة من الاغتيالات وأعمال الإرهاب والعنف والتطرف وانتهاك آثار المدينة ومعالمها التاريخية بطريقة همجية وفوضوية، ولم يُكشف من يقف وراء جميع هذه الجرائم والاغتيالات وأعمال السلب والنهب والفوضى في غياب الدولة وسلطتها وأجهزتها.

وعن علاقتي به فقد ربطتنا علاقات في عدن عندما كان ضابطاً عسكرياً واستراتيجياً في القوات المسلحة لجمهورية اليمن الديموقراطية، وانتقل معنا الى صنعاء وبعدهها الى لندن، وكنا على تواصل خلال السنوات الأخيرة من حياته. وعندما غادر القاهرة الى لندن لم يهدر وقته في القات بل تفرغ للدراسات والبحوث السياسية والعسكرية وشارك في عدد من الدورات وألّف عدة كتب منها (هيئات العمليات والكمبيوتر في جيوش الدول النامية”، و”خبرات وخصوصيات البناء العسكري في الدول النامية”، و”أمن البحر الأحمر”).

وفي السنوات الاخيرة (2007 – 2013) من مسيرة الحراك الجنوبي كنا على تواصل مستمر وقد شارك معنا في المؤتمر الجنوبي الأول الذي عقد في القاهرة عام 2011م وحضره 645 شخصية من اليمن وخارجها، وكنا نتفق على الكثير من القواسم المشتركة ورؤيتنا للقضية الجنوبية وسبل حلها. وكان للشهيد الراحل مواقف متوازنة في طروحاته، وعندما اشتدت الحملة الاعلامية ضدي بسبب موقفي من الحرب التي لم يستفد منها إلا تجار الحروب، ودعوتي الى الاحتكام للغة الحوار بدلا عن السلاح، وكان للشهيد جعفر محمد سعد موقف جريء حيث أورد:

“علي ناصر محمد هو من تبنى قيام الدولة المدنية الحديثة وضحى من أجل ذلك الهدف وقد كان السبّاق في وعي وإدراك أهمية الانفتاح على العالم وإقامة العلاقات المتكافئة مع دول الجوار، وهو صاحب إنجاز المؤسسات العسكرية والمدنية التي تفوقت على مؤسسات الدول الشقيقة في الجوار الجنوبي وذلك بشهادتي عندما شُرفت بتحمل ملف تخطيط وبناء القوات المسلحة وعلى الرغم من الأقاويل والافتراءات إلّا أن الرئيس علي ناصر كان يمنح ثقة العمل والقيادة لكل من تتوفر فيه الكفاءة بصرف النظر عن جغرافيته وأنا واحد من قافلة عملت مع الرئيس ناصر ولم أكن إلّا من أبناء عدن التي احترمها وأحبها علي ناصر وبالفعل أبو جمال كان ولا زال في وجدان كل جنوبي”.

المجد والخلود للشهيد البطل محمد جعفر سعد.