fbpx
من هو أول مأمور للمديرية الغربية –يافع بعد الاستقلال
شارك الخبر

كتب – د.علي صالح الخلاقي:
من أجمل ما تحمله كتب الذكريات أنها تقدم لنا المعلومات التاريخية من مصادرها الحقيقية..لكن الذاكرة خوانة كما يقال, فحين يدوِّن البعض ذكرياتهم مع تقدم العمر والاتكاء على ما استقر في ذاكرتهم, وليس على مدونات أو قصاصات كُتبت في حينها فأن المعلومات قد يشوبها اللبس أو النسيان.. أقول  ذلك  بعد أن وجدت اختلافاً في ذكر اسم أول مأمور للمديرية الغربية (يافع) في المحافظة الثالثة (أبين) بين اثنين ممن تبوأوا نفس المنصب في فترات متفاوتة وصدرت مذكراتهم في حياتهم.
فالمناضل الأستاذ سالم صالح محمد في مذكراته ( مدن نسكنها..ومدن تسكننا!!), يذكر أنه عُيَّن كأول مأمور  ليافع – المديرية الغربية بالمحافظة الثالثة قبيل خطوة 22 يونيو 1969م. ضمن الترتيبات الخاصة بمن جرى تغييبهم أثناء الصراع بين من أطلق عليهم  التيار اليميني والتيار اليساري في تنظيم الجبهة القومية وضمن المصالحة بينهما.(ص39-41) ويكرر ذكر  تعيينه كأول مأمور للمديرية الغربية(جميع مناطق يافع في أبين ولحج)  التابعة للمحافظة الثالثة(مناطق أبين) 1969-1970م.وكان حينها  عضوا في الهيئة ألتنفيذيه المركزية لـ”التنظيم السياسي الجبهة القومية” (ص 707).
وتذكرت أن المناضل يوسف عبدالله سعد القعيطي  الذي تبوأ منصب مأمور المديرية الغربية (يافع) مطلع عام 1977،  يقول في ذكرياته  بعنوان (ذكريات النضال والعمل الوطني), تقديم وإخراج: د.علي صالح الخلاقي, أن أول مأمور يتم تعيينه للمديرية الغربية (يافع)بعد الاستقلال الوطني هو الشخصية الوطنية الفذة المناضل الشهيد يحيى عبدالقوي ناشر ،  وأنه واجه صعوبات جمّة عند تحمله لهذه المسئولية، نظرا لاتساع مساحة المديرية، حيث كانت تضم ما كان يسمى بيافع الساحل ويافع الحيد، وقسمت إلى خمسة مراكز إدارية. وكانت جعار عاصمة المديرية وهي المركز الأول والوحيد الذي كان يدخل ضمن ميزانية الدولة الفتية باعتبار أنه كان يدخل ضمن حكومة الاتحاد الفيدرالي. أما بقية الأربعة المراكز فبقيت خارج ميزانية الدولة، ولم يتم ترتيب وضعها الإداري، وبقيت أسماء فقط بحجة أنها لم تكن مشمولة بميزانية الاتحاد الفيدرالي وما عليها سوى أن تنتظر حتى يتم الالتفات إليها  وتدخل في ميزانية الدولة ..
ولإيضاح الحقيقة,  تواصلت مع الأستاذ سالم صالح محمد للتحقق من صحة ما أورده في كتابه, وما جاء في مصادر أخرى, فطلب التريث ليتحقق من ذلك بنفسه, واتضح أن اللبس قد حدث لديه, معتذرا لذلك الخطأ غير المقصود الذي خانته الذاكرة فيه, وأنه كان ثاني مأمور ليافع حينها. ووعد بتصحيح هذه المعلومة التاريخية في كتابه في أي طبعة قادمة.
وبذلك يكون أول من تبوأ مسئولية مأمور المديرية الغربية –يافع هو المناضل الشهيد يحيى عبدالقوي ناشر المفلحي , وقد أورد سيرته الدكتور سالم عبدالرب السلفي في  كتابه (معجم أعلام يافع), وكذا تحدث عنه رفيق دربه في الجيش اللواء محم قاسم بن عليو في كتابه (الأهداف السامية والأحداث الدامية), وهي سيرة حافلة تبدأ من ميلاده عام 1944م, وعمله مديراً ماليا في مشيخة المفلحي, وسفر ه إلى بريطانيا في دورة تأهيلية لمدة ثلاث سنوات عاد بعدها ضابطاً زراعياً وعمل في بيحان, ثم التحق بجيش البادية بحضرموت, وعاد ليلتحق بجيش الاتحاد برتبة ملازم أول , ثم ترقى إلى نقيب  وكان يحظى باحترام كل أفراد الجيش من العرب والإنجليز على السواء؛ كونه من قلائل الضباط العرب الذين يُجيدون اللُّغة الإنجليزية، ولما يتمتع به من حسن سجايا وأخلاقٍ عاليةٍ.
وعُين قائداً لحرس مشيخة المفلخي, ثم سافر مجدداً إلى بريطانيا في دورة تأهيلية ومنح بعد تخرجة رتبة رائد وعيّن نائباً لغرفة العمليات ثم مشرفاً على المناطق الريفية.
انضمَّ إلى تنظيم الجبهة القومية في عام (1964م), وصار بعد فترة عضواً قيادياً ونشطاً. وله أدوار وطنية، شارك في أحداث (20 يونيو 1967م) هو ومعه مجموعة من زملائه عندما تصدوا لسيارة (بيد فورد) تحمل جنوداً بريطانيين، خرجوا من معسكر (الصولبان)، متجهين إلى معسكر (ليك) سابقاً (عبد القوي) فيما بعد، وعند وصولها إلى قرب باب معسكر (شامبيون) سابقاً/ النصر فيما بعد، أطلقوا النار على السيارة ودارتْ معركة قُتِلَ فيها وجُرِحَ عدد من الطرفين.
بعد الاستقلال وفي 20مارس 1968م تم اعتقاله لثلاثة أشهر ونقل بعدها إلى مسقط رأسه. وعُيَّن بعد ذلك مأموراً للمديرية الغربية (يافع) , كأول مأمور لها بعد الاستقلال, وقد  واجه صعوبات جمّة عند تحمله لهذه المسئولية، نظرا لاتساع مساحة المديرية، حيث كانت تضم ما كان يسمى بيافع الساحل ويافع الحيد، وقسمت إلى خمسة مراكز إدارية. وكانت جعار عاصمة المديرية وهي المركز الأول والوحيد الذي كان يدخل ضمن ميزانية الدولة الفتية باعتبار أنه كان يدخل ضمن حكومة الاتحاد الفيدرالي. أما بقية الأربعة المراكز فبقيت خارج ميزانية الدولة، ولم يتم ترتيب وضعها الإداري، وبقيت أسماء فقط بحجة أنها لم تكن مشمولة بميزانة الاتحاد الفيدرالي وما عليها سوى أن تنتظر حتى يتم الالتفات إليها  وتدخل في ميزانية الدولة .
وفي 31مايو 1969م عُيّن محافظاً للمحافظة الثالثة (أبين) لمدة شهر ونيف . ثم عُيَّن في 9يوليو 1969م محافظاً لشبوة. وعمل بعد ذلك رئيساً للجنة الاستشارية بوزارة الداخلية لشئون المحافظات.
اُعْتُقِلَ هو والمناضل عبد الله مطلق في يوم 10يناير1971م، بحُجَّة أنَّهما أبناء مشائخ وأنَّ السجن هو الضمان الوحيد لسلامتهما, وظل في سجن المنصورة حتى أُطْلِقَ سراحه في عام (1978م). وبعد خروجه من السجن عُيّن مديراً لمصنع البطاريات السائلة, ثم مديراً لشركة الطيران (اليمدا), ثم مديراً اقليمياً في العراق.
وبعد ذلك عَمِلَ مديراً لفندق (عدن)، ثُمَّ مديراً للشركة العربية للاستثمار (مجموعة العيسائي/ الحريبي).
بعد الوحدة كان ممن استقطبتهم  قيادة المؤتمر وبعد مرور ثلاث سنوات من عمر الوحدة، أوصلته قناعته إلى أنَّ تراكمات عدة قد أفرزتها تجربة الوحدة المتسرعة  وأنَّ علي سالم  البيض قد استدرك أنَّه قد وضع نسيج العنكبوت على نفسه، من دون أنْ يدرك ما أضمره الشريك من مكر , وفي 25 مارس 1994م انسحب من عضوية المؤتمر الشعبي العام , وحينما بدأت حرب 94م كان  في يدافع عن عدن في منطقة (بئر النعامة) ما بين منطقة (مدينة الشعب) ومنطقة (البريقة). حتى لحظة استشهاده في يوم 10/6/1994م, رحمة الله تغشاه.
أخبار ذات صله