fbpx
مجلس الامن يغرد خارج السرب

كعادته مجلس الأمن التابع للهيئة العامة للأمم المتحدة يبني قراراته وبياناته على ثلاثة عوامل أساسية هي :-

1- مواقف الدول الكبرى والتي ترفد موازناته بنسبة اكبر وتسيطر عليه سياسيا وفي المقام الأول الولايات المتحدة الأمريكية .
2- مصالح تلك الدول في مجلس الأمن سواء الخمس الدول دائمة العضوية أو العشر الدول ذات العضوية المؤقتة .
3- الإيماءات والتسريبات من داخل البلد المعني بمشروع هذا القرار أو ذاك سواء من قبل النظام القائم أو من قبل الشركات الأجنبية أو السفارات بما يتلاءم مع مصالح هذه الجهات ومصالح معظم الدول الممثلة في مجلس الأمن .

ومن هذه المنطلقات جاء بيان مجلس الأمن في جلسته رقم 6922 الصادر يوم 15 / 2 / 2013م الذي أشار في فقرته رقم ( 4 ) إلى اسم الرئيس علي سالم البيض بوصفة لم يلتزم بالمبادئ التوجيهية للآلية التنفيذية للمرحلة الانتقالية ، مع أنهم يعلمون تماما بأن الرئيس البيض لم يكن طرفا في هذه المبادرة ولم يوقع عليها لكونها لم تلامس القضية الجنوبية من قريب أو بعيد رغم أهمية هذه
القضية وأولوياتها على ما سواها من قضايا الربيع العربي ، فلماذا لم يتجرأ مجلس الأمن لتسمية المعرقلين الحقيقيين من طرفي الصراع العسكري والأمني في صنعاء ؟

ثم لماذا يخاطبون الرئيس علي سالم البيض ولا يخاطبون الشعب الجنوبي الذي يخرج بالملايين في كافة المناسبات مطالبا بحريته واستعادة دولته على كامل ترابها الوطني ؟
ألا يعلم مجلس الأمن بأن قراراته رقم 924 و 931 لسنة 94م لم تحترم من قبل نظام صنعاء الذي داس على تلك القرارات بجنازير الدبابات وبكل أنواع الأسلحة ومجلس الأمن لم يحرك ساكنا ولم يحافظ على هيبة وقانونية قراراته ؟
ثم أن الإعلان الصادر من قبل الرئيس على سالم البيض يوم 21 يونيو 1994م بفك الارتباط واستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية يعتبر من حيث المبدأ قائما على أساس من الشرعية الدولية خاصة وأن مجلس الأمن لم يعارضه أو يلغيه مثلما لم يؤيده .
من هنا نستنتج الآتي :-
أ – إن الرئيس علي سالم البيض ما زال رئيسا شرعيا مسنودا بإرادة شعبية تمثل غالبية سكان الجنوب تجلت من خلال المهرجانات المليونية التي شهدتها عدن والمكلا وعواصم بقية المحافظات في مناسبات مختلفة وبشكل متصاعد .
ب – إن مجلس الأمن لم يكن راعيا حقيقيا للأمن والسلام في العالم ولم يتابع قراراته إذا كانت لا تلامس بشكل مباشر مصالح معظم الدول الاعضاء في المجلس ، متناسيا مسئولياته الأخلاقية تجاه الشعوب وما تتعرض له من مظالم وتعسف وقهر واستبداد .
ج – إن أي استهداف غير مبرر للقيادات الجنوبية يجعل شعب الجنوب يلتف حولهم أكثر وأكثر رغم إيمان هذا الشعب بمبدأ عدم تقديس الزعامات إلى ما لا نهاية وتوجهه نحو اختيار قياداته الميدانية والسياسية الشابة والمقتدرة لقيادته إلى بر الأمان والى مستقبل العصرنة والحداثة في حياة الدولة والمجتمع بمشيئة الله تعالى .