fbpx
هجرات اليافعيين إلى الهند(4)
شارك الخبر

يافع نيوز – كتب – أ.د.علي صالح الخلاقي
التضييق على المهاجرين وسوء أحوالهم
———————————–
من المراسلات التي بين أيدينا نقدم شواهد تبين إجراءات التضييق على المهاجرين والحد من تزايد أعدادهم. ففي رسالة مرسلة من بونا مؤرخة 27 ذو الحجة1230هـ جاء فيها:” وإن سألتوا عن أخبار الهند ساكن وغير ساكن والهند ما عاد يعجب ولا عاد على أخباره معجوب ما عا دشي يعجب وعسى الله بالخراج.. ادعوا لنا بالخراج من الهند لحيث ان العسكرة في الهند ما عاد لها راس في هذا الوقت بسبب الفرنجي(الانجليز) لحيث وهم والخوند راكي بونة ما هم سدود هذا ما نحقق لكم أخبارنا وأخبار الهند”( ). وفي رسالة مؤرخة نهاية ربيع ثاني سنة 1275هجرية جاء فيها :”إن سألتوا عن أخبار الطرق مغلقة من الفرنجي، فلا يخلي حد يمضي إلى حيدر عباد، إلاّ من معه راح داري (أي تأشيرة دخول)”( ). وفي رسالة تعود إلى محرم سنة 1316ه جاء:” أخبار حيدر اباد الدكن فالأرض ضعفت أسبابها، وزادت مناكر أهلها، والفسالة عمّت، ومورد الولاية زاد في جميع الأرض”( ).
وفي رسالة مؤرخة في 16جماد أول 1322هـ ..يذكر مرسلها أنه كان وصوله إلى حيدر عباد  بتاريخ 27ربيع الثاني 1322هجرية، ويقول عن أخبار حيدر عباد :” وجينا والسركار(الانجليز) حكم أن لعاد حل له اجرا النوكريه القلم بند خاصة العرب الجدد والحذر عاد يدخل حيدر عباد لحيث بند النوكريه  السركال”( ).
وفي رسالة محررة  سلخ جماد الثاني سنة 1323هجرية نعرف عن اقفال باب التسجيل في العسكرة والتخفيف من عدد الجنود بتسريح 7500منهم , فقد جاء بالنص:” وإن سألتوا عن أخبار الدكن ساكن وصالح واسعاره راخية وأمطاره غزيرة لله جزيل الحمد. وإن سألتوا عن سيرة الدول والسراديل والعساكر جارية أحوالهم الذي هم أحياء. وأما الكتبة حق العسكرة قفلوا بابها وخففوا من العسكر حق النظام مقدار سبعة ألف ونصف. ولا عاد يا أخ أحمد من الذي شفت من الأحوال الرُّبع ولكن لله ما يشاء في عبيده. وأما كارخانتنا قد لها زمن قديم من يوم تغيرت أحوالها معاد الا الاسم باقي وعسى الله حسن الخواتم لنا ولكم”( ).
ويذكر مهاجر آخر نفس الخبر في رسالة محررة11 جماد الثاني سنة 1324هجرية حيث يذكر أن العدد8000 جندي من العرب والهنود ممن جرى الاستغناء عنهم, يقول:” وإن سألتوا عن أخبار حيدر أباد وحكامها وعساكرها في هذه السنتين وفي حال الوقت خرَّج السركار من العساكر عرب وهنود قدر ثمانية ألف  نفر( ).
ومن أخبار حيدر آباد في سنة  1325هجرية نعرف عن الغلاء وارتفاع الأسعار بسبب حالة الجفاف, حيث جاء في الرسالة:” ان تفضلتوا تسألون عن أخبار حيدر اباد وعساكره واسعاره ومبايعه بحال الصادر شح وغلاء عظيم بهذا الموسم والبر من خمسة سير(وحدة وزن) والرز من ستة سير والسمن من سير الاَّ رُبع وباقي السلع غالية جم جم بسب قل المطر في هذه السنة تغيرت الزراعات ويبست ، وان سألتوا عن أخبار الأرض ماشي عندنا رخيص إلا الملح من حدعشر سير بربية والباقي ، والباقي كل شي غالي حتى الكساء الذي كان العام بربية مثل في حال الوقت بربية ونصف والحاصل نسأل الله اللطف لنا ولكم والستر علينا وعليكم ونطلب من الله لنا ولكم حسن الخاتمة ونسأل الله أن يجمع الشمل بيننا وبينكم عن قريب أنه على ما يشاء قدير، آمين”..وتشير الرسالة إلى سوء الأحوال السياسية والعسكرية , وتضرر العساكر وبالذات العرب الذين هبطت مكانتهم ولم يعد لهم أي اعتبار وزاد الطين بلة اختلاف كلمتهم, جاء في الرسالة بالنص:”وإن سألتم عن أخبار عساكر النظام، عرب وهنود ورويلة وسنود، هلكوا هلكوا في مدة هذه الأربع السنين من مات معاد له عوض ومن شيَّب نصف قُلمة وبعضهم يخرجونه لا قُلمة ولا نصف قلمة، وهذا الأمر كله بسبب مكبرار يوم شلها لنقريز على النظام   تغيّرت أمور كبيرة على السركال وأكثر نقصان وقع بالعسكر وأزيده في العرب معاد لهم حساب إلى شق إلى شق وأما السراديل عليهم سبع صَلا معاد حد قدر منهم يقوم بكلمة واستووا باقي العرب طيوراً أبابيل ما واحد مع الثاني واختلفت الكلمة والشور كلّن بيتحكم بشوره وكذلك الحاصل يا أخ ان هذا الحال من علامات الادبار على السركال وعساكره وعسى الله يخذل الكفره والمشركين بجاه سيد المرسلين( ).
ويختزل أحد المهاجرين أخبار حيدر آباد سنة 1325هجرية بقوله:”أعلام حيدر أباد حسب تبلغكم  أخباره كفاية تغيرت غيَّار جم, ربنا يخارجنا منها مخرجاً حسناً ، آمين ثم آمين”( ).
وتزداد الأوضاع سوءاً بمرور السنين, ففي سنة 1329هجرية تم وقف التسجيل في الجندية(بند الكتبة), ومنع الدخول إلى حيدر آباد,  وكبار السن يُعطى لهم نصف قُلمه(راتب) وبعضهم رُبُع قلمه والعرب في ضيق,إذ جاء فيها :”من أخبار حيدر عباد فقد عرفنا لكم سابق بما جرى على العرب من بند الكتبة والداخل إلى حيدر عباد ممنوع يردونه من داخل حيدر عباد ، والعرب كل من هو شيبة قالوا له نصف قُلمه(الراتب) وحد رُبُع قلمه والعرب في ضيق ولا حد حصل ذي يشله لا أرضه ونزع الله البركة من النوكرية “( ).
أما حالة معظم المهاجرين الاجتماعية فسيئة في مهجرهم، فهم يعيشون في عزلة تامة عن العالم الناهض ويندر أن تجد فيهم الرجل العالم المثقف الذي يفهم الحياة على حقيقتها سوى أفراد قليلين جداً، وإقبالهم على تعليم أبنائهم في مدارس الحكومة يكاد يكون معدوماً( ).
ونجد في المراسلات شكوى البعض من سوء الأحوال ومن التضييق في الراتب (القُلمة) والخشية على انحراف أبنائهم من اختلاطهم بأبناء حيدر آباد وتضجرهم من سوء تصرفاتهم وخروجهم عن العادات والتقاليد التي حافظ عليها جيل الآباء. ولعل في رسالة أحدهم ما تعبر عن تلك المخاوف حيث يقول:”ومن طرف أنا أخيك ناصر بن محمد  العجز حاصل والدار امتلأ واليد خليّة ولا عاد معي عجب ولا راضه بحيدر عباد الذي نحصله من قُلمة والله معاد يكفينا أكل وشرب والكساء من خلاف. ورسالتكم غير والأولاد الصغار أحمد وحامد معاد شي قُلمة ذي با نسهن انه با يمشي الحال معاد الاَّ با يتغيرون من كثر اللعبة مع عيال بحيدر عباد  خرجوا أباليس العياذ بالله من فعالهم في هذا الزمان الذي وصلناه والله ثم والله يا أخ أن أكثر الضجر والضيق الذي بي من حيدر أباد من طرف الأولاد والا ما القُرص منين ما توجه المخلوق با يسهل له الله. وحسب ما عرفت اللي قده مقعد في أرض مهونة ارتحل منها ولو كانت بلادك ولكن المشيئة لله الواحد الأحد ما راده الله با يكون. وحسب ما ذكرتوا سوى ما تنفع لعمي إلا ديمته، وأنت يا أخ احسب واقبض من طرفي أنا واصل أنا والأولاد ان شاء الله ماشي عذر بحول الله وقوته ومشيئته لحيث قد عرفناكم بجميع الأمور والأحوال لحيث معاد معي راضه إلى شق والدعاء وصيتكم”( ).
***********
من بحث مقدم إلى ندوة (ظاهرة الهجرة اليافعية عبر التاريخ) التي نظمها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر يوم 24سبتمبر2019م في كلية التربية يافع
******
يتبع غداً.
أخبار ذات صله