fbpx
وخزة !!

صلاح السقلدي

معظم من كانوا بالأمس يعيبون على المجلس الانتقالي الجنوبي ابتعاده عن الرئيس هادي هم من يعيبون عليه اليوم التقارب مع الرجُــل. والذين اعتبروا بعد الحرب أن أية شراكة جنوبية بالوزارات والمحافظين وغيرها من المواقع تمثّــل انجازا ومكسبا للقضية الجنوبية وتمكنا من المؤسسات تدريجيا بعيدا عما كانوا يسمونه بالمزايدة وبيع الوهم، هم انفسهم اليوم من يعتبر الشراكة بهذه المواقع خذلانا للقضية الجنوبية. مع ان الشراكة بعد الحرب كانت مشاركة دون أية صفة جنوبية- وكانت ستيصيب القضية الجنوبية في مقتل لولا أن تداركها الله بغباء تلك السلطة التي فضّت الشراكة من طرف واحد واسدت الجنوب بذلك خدمة في وقت كان بمسيس الحاجة لها- ، بعكس الشراكة اليوم التي ستتم تحت اسم الجنوب ، ولو بالحد الأدنى من هذه الصفة، بعد أن شهد العالم يوم أمس عملية إشهار دولية للجنوب وإخراجه من لاعب بالظل و قنطرة عبور للغير إلى قوة على الأر ض وصاحب قضية سياسة وطنية ولدت من رحم مشروع وحدوي تم اغتياله بحرب عبثية عام 94م .!
من كانوا بالأمس ينادون بالتدرج بأخذ المكاسب هم نفسهم اليوم الذين ينادون على طريق المناكفة بدولة جنوبية مقرطسة خلال يومين وسبع ساعات.
من كان شعاره بالأمس: اخذ الموجود والمطالبة بالمفقود. هو ذاته من يطالب اليوم بالموجود والمفقود دفعة واحدة.
أحدهم ظل يعيب عليّ تبرمي من مشاركة قيادات جنوبية بالسلطة بعد الحرب ، وكان يضيق ذرعا من انتقاداتي لتلك المشاركة ولمن قبلوا المناصب، بل أنه قال ذات يوم مغاضبا: عيدروس سيدك وسيد أهلك، معتبراً موقفي حينها تطرفا ويفتقر لاستيعاب ما اسماه بتعقيدات المرحلة ،مع أنني لم أكن ضد المشاركة من حيث المبدأ. كنتُ أرى فيها قتلا ناعما للقضية الجنوبية وهرولة الى حضن الشرعية التي تتحفز لابتلاع الجنوب وهضمه بسبب غياب صفة تلك المشاركة في ذلك الوقت وغياب ضوابطها وضماناتها، وغياب اتفاق سياسي واضح يحدد العلاقة بين الطرف الجنوب وهذه السلطة بعيدا عن علاقة التابع والمتبوع، بل ويعيد تقييم العلاقة بين الجنوب والتحالف, هذا التحالف الذي ظل يستخدم القضية الجنوبية ورقة ترويع بوجه الأطراف الشمالية وبندقية أجيرة خلف الحدود. أما المشاركة التي تحدد بوضوح ما للجنوب وما عليه دون ضرر أو ضرار أو متاجرة بقضيته ومستقبله فهي شراكة محمودة، فضلاً عن أنها مطلوبة الى وقت محدد إلى انجلاء الظروف، وتتبدّى لنا ملامح القادم بوضوح.